كشفت مصادر خاصة لـ "سبوتنيك"، أن اجتماعا عقد بين ضباط في الجيش الروسي والقوات التركية في محيط مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وذلك بطلب تركي بهدف مناقشة مصير المدينة.
وأضافت المصادر، أن الجانب التركي طالب الجانب الروسي بانسحاب كامل لمسلحي تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي من منطقة عين عيسى، كشرط للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إيقاف أي عمل عسكري محتمل للقوات التركية على المدينة.
وأكدت المصادر الخاصة، أن الجانبين الروسي والسوري طلبا من "قسد" الانسحاب من كامل مدينة عين عيسى ومحيطها، ورفع العلم السوري فوق مؤسساتها الحكومية، وتسليمها إلى الجيش السوري بشكل كامل حتى يتسنى منع الهجمات التركية على المدينة.
ووفق المصادر ذاتها، فإن مسلحي تنظيم "قسد" من جهتهم، حاولوا تسويق نموذج اتفاق "مدينة منبج" أمام الجانب الروسي، مبدين استعدادهم لتسليم مداخل ومخارج "عين عيسى" فقط إلى وحدات الجيش السوري، الأمر الذي رفضه الجانبان السوري والروسي بشكل قطعي.
وكان مسلحو "قسد" قد عقدوا اتفاقا في 2019 مع الجانبين الروسي والسوري، وافقوا خلاله على انسحابهم من مدينة منبج بريف حلب الشرقي، ورفع العلم السوري فوق مؤسساته الحكومية مقابل اضطلاع وحدات الجيش السوري والشرطة الروسية بحماية المدينة، إلا أنه وبعد انتشار الأخيرين على مداخل المدينة وأمام محاور تقدم الجيش التركي والميلشيات الموالية له آنذاك، نكل مسلحو التنظيم الموالي للجيش الأمريكي بالاتفاق، وتشبثوا بمواقعهم داخل المدينة.
وتأتي هذه التطورات في ضوء عملية عسكرية تشنها القوات التركية والميليشيات "التركمانية" المسلحة الموالية لها على ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بهدف إبعاد التنظيمات الكردية التي تصنفها "إرهابية" عن الحدود التركية، بحسب زعم أنقرة التي تعتبر المنطقة "جزءاً من أمنها القومي".
وتتخذ مدينة عين عيسى أهمية حيوية نظرا لموقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي (الحسكة- الرقة- حلب) المعروف باسم (M4) الرابط بين شرق سوريا وغربها.
وتحاول جميع الأطراف المتنافسة فرض سيطرتها الكاملة على المدينة، إذ إن تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي الذي يسيطر على الجزء الأكبر منها ومن قراها، تعني خسارته للمدينة خسارة شريان حيوي مهم، وقطع طريق الإمداد عن مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج بريف حلب، وعزلها عن الرقة ومحافظة الحسكة، وتقطيع كامل لما يسمى (إدارة الأقاليم) التي يديرها التنظيم.