شارك اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، في احتفالات عيد استشهاد القديسة كاترينا داخل دير سانت كاترين، أحد أقدم وأقدس الأديرة في العالم، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعية إلى ترسيخ قيم التعايش والسلام وتعزيز الروابط الإنسانية بين شعوب العالم.
ورحب محافظ جنوب سيناء بسفيري دولتي قبرص واليونان لدى مصر، وعدد من المطارنة ورجال الدين، خلال مشاركتهم في هذه المناسبة الدينية العريقة، مؤكدًا حرص المحافظة على تعزيز العلاقات التاريخية والدينية التي تربط مصر بدول العالم الصديقة.
وقدم اللواء خالد مبارك، يرافقه سفيرا قبرص واليونان، التهنئة إلى الأنبا سيميون، مطران دير سانت كاترين، ورهبان الدير، بمناسبة عيد استشهاد القديسة كاترينا، وكذلك بمناسبة توليه مهام منصبه مطرانًا للدير.
وأكد المحافظ، في كلمته خلال الاحتفالات، أن عيد استشهاد القديسة كاترينا يمثل رمزًا عالميًا للصمود والإيمان والتسامح، ويجسد المكانة الروحية والتاريخية الفريدة التي تحظى بها أرض سيناء، باعتبارها ملتقىً للأديان السماوية ومهدًا للسلام عبر العصور، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تولي دير سانت كاترين اهتمامًا خاصًا لما يمثله من قيمة دينية وتراثية وإنسانية عالمية.
كما وجه المحافظ الشكر والامتنان إلى العمال وكافة العاملين بالكنيسة من شباب البدو، الذين يقومون على مختلف شؤون الدير واحتياجاته.
وأوضح أن الجهاز التنفيذي بمحافظة جنوب سيناء يحرص على التواصل الدائم مع دير سانت كاترين، والعمل على تلبية مختلف احتياجاته، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالحفاظ على الأماكن الدينية والتاريخية ودعم رسالتها الروحية والثقافية.
كما قدم المحافظ التهنئة إلى راهبات الدير بمناسبة عيد استشهاد القديسة كاترينا، وأهداهن هدايا عينية تعبيرًا عن التقدير والدعم، مؤكدًا حرص المحافظة على دعم جميع المؤسسات الدينية وترسيخ قيم المحبة والتعايش.
وخلال الزيارة، أهدى اللواء خالد مبارك رهبان الدير هدايا عينية، تعبيرًا عن التقدير والدعم.
ومن جانبه، وجه المطران سيميون الشكر والتقدير إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على كافة أشكال الرعاية والاهتمام بالدير، مثمنًا زيارة محافظ جنوب سيناء، ومعربًا عن تقديره لدعمه المتواصل للدير ورهبانه، مؤكدًا أن محافظة جنوب سيناء تعكس نموذجًا حقيقيًا للتسامح الديني والتعايش المشترك.
وكان دير سانت كاترين بجنوب سيناء قد شهد أجواء روحية مميزة مع انطلاق الصلوات الاحتفالية بعيد القديسة كاترين، وسط حضور واسع لشخصيات دينية ودبلوماسية، واستعدادات مكثفة اتخذها الدير لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار خلال هذه الأيام المباركة التي تتزامن مع فترة صوم الميلاد استعدادًا لاستقبال عيد ميلاد السيد المسيح.
وترأس الصلوات نيافة المطران سيميون بابادوبولوس، رئيس أساقفة سيناء ورئيس دير سانت كاترين، بمشاركة نيافة مطران أورشليم، ونيافة مطران طنطا، وعدد كبير من القساوسة والرهبان القادمين من اليونان والقدس والإسكندرية.
كما شهدت الاحتفالية حضور سفير اليونان بالقاهرة، وسفيرة قبرص، إلى جانب مشاركة من أفراد الجالية اليونانية، ووفود كبيرة من السياح اليونانيين الذين يحرصون سنويًا على حضور هذه المناسبة ذات الطابع الروحي الفريد.
ورغم الأجواء الضبابية والرياح التي غطّت المدينة، أظهرت اللقطات المصوّرة استمرار الصلوات في أجواء من الخشوع والابتهال، وسط حضور كثيف من الزائرين الذين تحدّوا الطقس من أجل المشاركة في هذه المناسبة المقدسة.
وأكد المسؤول الإعلامي لدير سانت كاترين توني كازمياس أن "هذه الأيام تمثل ذروة النشاط الروحي للدير، حيث استُكملت جميع الاستعدادات مبكرًا لتأمين مراسم الاحتفال، وتنظيم استقبال الزوار، وتوفير المسارات الآمنة للصعود والزيارة، خاصة في موسم صوم الميلاد الذي يشهد توافدًا كبيرًا من الحجاج."
واستمرت الصلوات والاحتفالات داخل الدير وعلى محيطه، في أجواء تعبّر عن عمق الروحانية التي تميز دير سانت كاترين كواحد من أقدم الأديرة في العالم.