"أنا مش عايز حاجة مش حقي" بهذه الكلمات، تحدث الأنبا أنطونيوس، مطران القدس والكرسي الأورشليمي، عن أزمة الدير مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، موضحًا، أن تدخل السفير المصري كان له دور قوي في الإفراج عن الراهب مكاريوس الأورشليمي، الذي لم يستمر اعتقاله سوى نصف ساعة فقط.
وكشف الأنبا أنطونيوس، في حوار خاص لمصراوي، من القدس عبر الهاتف، تفاصيل أزمة دير السلطان بالقدس، بعد الاعتداءات الإسرائيلية على رهبان الدير، أمس الأربعاء.
وقال إن البابا تواضروس على اتصال دائم معه لمتابعة هذه الأزمة، مؤكدًا، أن البابا أخبره: "اعترضوا، لكن حافظوا على أنفسكم عشان محدش يصاب أو يتعرض لأذى"، وإلى نص الحوار..
بداية.. ما الوضع حاليًا في الدير؟
بعد الوقفة الاحتجاجية، صباح الأربعاء، عدنا إلى البطريركية، لكن ما زالت أعمال الترميم التي تنفذها السلطات الإسرائيلية مستمرة، ولم تتوقف "لسه زي ما هي، بعد ما زاحونا من على باب الكنيسة ودخلوا المعدات بتاعتهم وابتدوا في الشغل".
هل هناك أي وقفات احتجاجية في الدير الان؟
لا يوجد، "إحنا فضينا الوقفة بعد ما دخلوا حاجاتهم، وتنظيم أي وقفة ملوش معنى بعد اللي حصل".
ما سبب الأزمة التي حدثت في الدير؟
الحكومة الإسرائيلية شكلت لجنة هندسية لترميم الدير، ضاربة ملكية الكنيسة للدير بعرض الحائط، محاولة نزع ملكية الدير من الكنيسة القبطية، لتزرع طرفًا آخر في القضية "الإثيوبيون"، ومن خلالهم تحرك الاحتلال لنزع ملكية الدير مثل ما يفعله مع الأراضي الفلسطينية، وبالتالي نظمنا وقفتين احتجاجيتين الثلاثاء والأربعاء، اعتقلت فيها الشرطة راهبًا من الدير.
كيف تصاعدت الأحداث في الوقفة الاحتجاجية؟
بعد تنظيمنا وقفة سلمية، أمس الأربعاء الساعة 6 صباحًا أمام باب الدير؛ لمنع دخول معدات وعُمال الترميم، حاولت الشرطة الإسرائيلية إقناعنا بالدخول والبدء في أعمال الترميم، واعترضنا، واستخدمت الشرطة الإسرائيلية العنف معنا، وسحلت عددًا من الرهبان، واعتقلت الراهب مكاريوس الأورشليمي.
هل يحتاج الدير فعلًا إلى ترميم؟
بالفعل يحتاج لترميم؛ لأن هناك حجرًا سقط من كنيسة الملاك بالدير، وأصبح هناك خطر على مرور الناس، خاصة أن الدير يُعد بمثابة ممر ومعبر رئيسي إلى كنيسة القيامة، وأي شخص يريد الذهاب لكنيسة القيامة يتوجب عليه المرور من طريق جانبي يمر بين المرحلة التاسعة في طريق الآلام -مقر الدير- وكنيسة القيامة.
وبعد سقوط الحجر، أوقف قسم "المباني الخطرة" ببلدية القدس المرور من هذا الاتجاه، كما أُغلقت كنيسة بالدير، لذلك الترميم ضرورة لاستمرار العمل بالكنيسة.
لماذا لم تُرمم الكنيسة القبطية الدير باعتباره ملكًا لها؟
حاولنا ذلك من اللحظة الأولى، وعرضنا على الاحتلال الإسرائيلي طرحًا هندسيًا، إضافة إلى التعاقدات والرسومات الهندسية الخاصة بالترميم لكنها رُفضت.
ماذا عن تواصلكم مع الخارجية المصرية؟
اتصالاتنا مع الخارجية المصرية والسفارة المصرية بتل أبيب مستمرة، والخارجية متفاعلة معنا بنسبة 100%، ولكن الاتصالات وحدها لا تكفي، الأهم تفعيل هذه الاتصالات من خلال استجابة الطرف الآخر.
ماذا عن الراهب مكاريوس الأورشليمي الذي اعتقل أمس؟
السفير المصري في تل أبيب أدى دورًا كبيرًا في الإفراج عنه، ومدة اعتقاله استمرت نصف ساعة فقط، ودور السفارة كان قويًا في هذا الموضوع، وهو حاليًا معنا في الدير.
ما خطوات الكنيسة في المرحلة الحالية لوقف أعمال ترميم الدير؟
حررنا محضرًا ضد الشرطة الإسرائيلية، وأخذنا كامل إجراءاتنا القانونية، ونرفع قضية ضد ما يحدث الآن للمطالبة بحقوقنا في ترميم الدير وإعادة حيازة الدير للكنيسة القبطية مرة أخرى، ونجهز لقضية ثانية تكون على المدى الطويل، لأنها تحتاج لإعداد طويل قبل الدخول فيها.
ما طبيعة الاتصالات مع البابا تواضروس الثاني؟
قداسة البابا متفاعل معنا في قضيتنا، "لكن في نفس الوقت كان خايف على أولاده من الإصابات.. قالي اعملوا الاعتراضات، لكن حافظوا على أنفسكم عشان محدش يصاب أو يتعرض لأذى، وهو متابع الموقف أولا بأول".
كم راهبًا مصريًا في الدير؟
يوجد 21 راهبًا مصريًا، بالإضافة إلى شمامسة وخدام آخرين.
هل توجد إصابات لدى الرهبان؟
بالطبع هناك إصابات.
ما طبيعتها؟
سحجات عند رهبان، وجزع في يد أحد الرهبان بعد سحبه من أصابعه عكس الاتجاه، وكدمات وجروح لدى آخرين.
ختامًا.. ما هي الرسالة التي تُحب أن توجهها؟
أطلب من المصريين الموجودين في الخارج، الضغط على حكومات هذه البلدان لتوضيح رسالتنا وقضيتنا كي يتحرك المجتمع الدولي ضد هذه الانتهاكات، وأن يكون هناك تدخل لإعادة الحق لصاحب الحق.
"أنا مش عايز حاجة مش حقي، أنا معايا 23 سند ملكية للمكان من عام 1680 حتى 1961، أدعو لتكوين لجنة للتحقيق في هذه المستندات، ولو أنا صاحب مكان أخد المكان بتاعي، مش عاوز أكتر من كده".