
لم يتوقّع عم صبحي الرجل السبعيني ، أن زوجته ورفيقة عمره سميرة والتي توفيت متفحّمة منذ ساعات إثر حريق شب بمنزله وقت خروجه، أنها قُتلت قبل أن تُحرق عمداً.
في الوقت الذي حاول المزارع العجوز تجاوز صدمته على فراق زوجته في الحادث الأليم، مبدياً تماسكه استعداداً لمراسم الدفن، كان لخبراء الأدلة الجنائية رأي آخر.
شبهة جنائية وراء الحريق، هذا ما آلت إليه معاينة رجال الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية ليأتي دور مباحث سمالوط لتحديد هوية الجاني، وهل تعرضت سميرة، 66 سنة، لجريمة قتل قبل حرقها أم لا؟
فريق بحث جنائي شُكّل من قطاع الأمن العام ومديرية أمن المنيا، لتحديد هوية القاتل وضبطه.
انطلقت مأمورية أمنية لضبط المشتبه به، وكما توقعت أجهزة الأمن كان الصيد سهلاً، فالمتهم جار الضحية متواجد في منزله مطمئنا، لم يظن أنه بعدما شارك جيرانه في إطفاء الحريق أن أحدا سيكتشف أمره.
اعترف أحمد الشاب الثلاثيني بارتكابه الواقعة بقصد السرقة، وقيامه بدخول منزل المجنى عليها (المجاور لمنزله) بأسلوب التسلق والدلوف إلى غرفة نومها لعلمه بإحتفاظها بمبالغ مالية بها، ولدى شعورها به تعدى عليها بعصا خاصة بها كانت موضوعة بجوار سريرها تتكأ عليها، ثم قام بسكب كمية من الكيروسين كانت بجركن مجاور لماكينة الرى وأشعل النار وفر هارباً دون سرقة أي متعلقات.
يقتل القتيل ويمشي في جنازته انطبق المثل الشعبي الدارج على القاتل الشاب فعقب أن اشعل النيران قام بمشاركة الأهالى فى محاولة إطفائها، لكن المفاجأة التي فجرها أمام المباحث سابقة قيامه منذ حوالى شهر تقريباً بمغافلة الضحية حال انشغالها بالحديث مع إحدى جارتها والدلوف إلى منزلها وسرقة مبلغ 8400 جنيه وختم وفيزا كارد وبطاقة رقم قومي خاصين بزوجها كانت تحتفظ بهم في غرفة نومها، وأرشد عن المسروقات وقرر إنفاقه للمبلغ المالي.
قررت النيابة العامة حبس المتهم على ذمة التحقيقات لاتهامه بالقتل، في الوقت الذي واجه العجوز أحزانه على وفاة زوجته على يد جارها، ممن اعتبرته مثل أبناءها، وشاهدته يكبر أمامها في شوارع قرية إطسا حتى سطر نهايتها على يده بطريقة بشعة.