تورك يحذر من تكرار "مأساة الفاشر" في كردفان وسط تصاعد العنف بالسودان
04.12.2025 07:50
اهم اخبار العالم World News
الدستور
تورك يحذر من تكرار
Font Size
الدستور

أعرب فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، عن خشيته من موجة جديدة من الفظائع في السودان، وسط تصاعد القتال العنيف في أنحاء ولاية كردفان بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، وفقًا لبيان صادر اليوم الخميس عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

269 قتيلًا منذ سيطرة الدعم السريع على بارا وتصاعد الانتهاكات ضد المدنيين

وجاء في البيان، أنه منذ 25 أكتوبر، عندما سيطرت ميليشيا الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان، وثّق مكتب الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 269 حالة وفاة بين المدنيين جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي والإعدام بإجراءات موجزة. ويعرقل انقطاع الاتصالات والإنترنت دقة التقارير، ما يعني أن العدد الحقيقي مرجح أن يكون أعلى بكثير. كما وردت تقارير عن عمليات قتل انتقامية واعتقال تعسفي واختطاف وعنف جنسي وتجنيد قسري، بما في ذلك تجنيد الأطفال.

وأضاف "تورك" أن العديد من المدنيين احتُجزوا بتهمة "التعاون" مع أطراف معارضة، محذرًا من تنامي خطاب الكراهية والانقسام الذي قد يؤجج مزيدًا من العنف.

وقالت المفوضية السامية: "إنه لأمر صادم حقًا أن نرى التاريخ يكرر نفسه في كردفان، بعد وقت قصير من أحداث الفاشر المروعة". وأضافت: "لقد وقف المجتمع الدولي متحدًا آنذاك، مدينًا بشكل قاطع الانتهاكات الهمجية والتدمير. يجب ألا نسمح لكردفان بأن تُصبح فاشرًا أخرى".

غارات دامية على الأبيض وكاودا واستمرار القتال في ولايات كردفان الثلاث

في 3 نوفمبر، قصفت طائرة مُسيّرة تابعة لميليشيا الدعم السريع خيمة عزاء في مدينة الأبيض شمال كردفان، ما أسفر عن مقتل 45 شخصًا، معظمهم من النساء. وفي 29 نوفمبر، شن الجيش غارة جوية على كاودا في جنوب كردفان، ما أدى إلى مقتل 48 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق البيان.

ومنذ ذلك الحين، استمر القتال العنيف في ولايات كردفان الثلاث، مخلفًا مزيدًا من الضحايا بين السكان.

وتعد مدينتا كادوقلي والدلنج في جنوب كردفان، اللتان تحاصرهما ميليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، من أكثر المناطق عرضة للخطر، بالإضافة إلى مدينة الأبيض في شمال كردفان المحاصرة جزئيًا من قبل الدعم السريع.

مجاعة مؤكدة في كادوقلي ونزوح 45 ألف شخص مع تدهور الوضع الإنساني

الوضع الإنساني متدهور، مع تأكيد رسمي بوجود مجاعة في كادوقلي وخطر حدوثها في الدلنج، بينما تعوق الأطراف المختلفة وصول المساعدات الإنسانية وعملياتها.

وقال تورك: "لا يمكننا الصمت أمام كارثة أخرى من صنع الإنسان. يجب أن ينتهي هذا القتال فورًا، وأن يسمح بوصول المساعدات المُنقذة للحياة إلى أولئك الذين يواجهون المجاعة".

كما دعا إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وإعادة خدمات الاتصالات لتسهيل عمليات الإغاثة وإيصال المعلومات الأساسية للمدنيين.

وقد أدى تصاعد العنف خلال الشهر الماضي إلى موجة نزوح كبيرة، حيث فر أكثر من 45.000 شخص من منازلهم بحثًا عن الأمان داخل أو خارج منطقة كردفان.

وقال تورك: "إن توفير ممر آمن للفارين من ويلات المجاعة والموت والدمار أمر أساسي وضرورة لحقوق الإنسان".

وجدد المفوض السامي دعوته للدول ذات النفوذ على أطراف الصراع للتحرك الفوري لوقف القتال ووقف تدفق الأسلحة الذي يغذي الحرب.

وأضاف: "ألم نتعلم دروس الماضي؟ لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لمزيد من السودانيين بأن يقعوا ضحايا لانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. يجب أن نتحرك، ويجب أن تتوقف هذه الحرب الآن"

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.