بقلم حمدى رزق
فعلا مثير للاشمئزاز تكرار شائعة مرض السير مجدى يعقوب، مؤسسة مجدى يعقوب تنفى الشائعة العقور، وتقطع أن السير بصحة جيدة، ويمارس عمله على مدار الساعة وبدقة ساعة سويسرية، ولم يدخل العناية المركزة إلا ليباشر مهامه فى رعاية مرضاه، وعلى سفر منذ يوم الجمعة الماضى لحضور المؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية لأمراض القلب.
الثعالب العقورة لا تترك السير يعقوب فى حاله أو فى حله وترحاله، الرجل فى مرمى الشائعات الخبيثة، التى تشيرها مواقع عقورة، من ذا الذى يتمنى مرض السير يعقوب، ولماذا تلاحقه هذه الشائعة الخبيثة، ولماذا تلقى انتشارا هائلا، والرجل كراهب يمضى حياته بين غرف العمليات ومراكز الأبحاث وعلى سفر إلى المؤتمرات الطبية، لا يشارك فى غنيمة، ولا ينافس على موقع، ولا يبغى سوى ابتسامة طفل استفاق بعد أن وهبة الله الشفاء، القصد يعقوب لا يضر أحدًا، بل ربنا جعله سببًا للشفاء.
يبدو أن إصرار السير يعقوب على البقاء فى مصر، والانطلاق من مصر نحو إفريقيا حاملا رسالة المحبة يوغر صدور ويؤرق الكارهين، ويضج مضجعهم، يستهدفونه، كل حين يشيّرون خبر مرضه، والرجل قائم فى محرابه يؤدى رسالته فى خدمة الوطن، يتلقى خبر دخوله الإنعاش المرة تلو المرة، يقينًا يحزنه هذا كثيرًا، يؤلمه أن هناك فى الجوار من يتمنى موته، وكأنه قاعد على قلبهم.
خبر مثل الذى سرح فى الفضاء الإلكترونى يكلف الرجل كثيرًا من راحته، يقيناً داهمه سيل من المكالمات الهاتفية من حول العالم، مفجوعة فى خبر كاذب، تقصى خبر مرض يعقوب ينتهى دومًا إلى مواقع وصفحات إخوانية، وهذه الصفحات تتعقب رموز مصر بشائعات المرض والوفاة دوما، يتعرض لها أسبوعيًا رمز مصرى، آخرها مرض السير يعقوب، وقبلها رحيل الدكتورة نوال السعداوى، أطال الله فى عمرهما.
وصار كل صباح بخبر حزين، ولكن استهداف السير يعقوب تحديدا صار متكررًا، وكأن هناك من يلاحقه بهذا الخبر الأسود لشىء فى نفسه، يعقوب الذى يصل الليل بالنهار عملًا، كعادته طوال سنوات عمره، مؤمن بالقضاء والقدر، ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدًا، وهو من القول المرغوب، وفى الأخير، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
مَن ذا الذى يتعجل القضاء، لماذا تفجعون الأحياء بطائفة من الأخبار السوداء، ما هذا الترخص، لا أخلاقى ولا إنسانى أن تصحو من نومك وقبل أن تصلى وتشكر الله على نعمائه أن تطالع خبر مرضك أو وفاتك مع قهوة الصباح، وقبل أن تدرى ما تفعل، تنقلب الدنيا رأسا على عقب من حولك، العائلة والأسرة يصيبها فزع رهيب، والأحبة والخلان تداهمهم الفجيعة، والأصدقاء يبادرون بالاتصال ببعضهم بعضًا للتيقن من الخبر الحزين.
كثير مما أصابتهم مثل هذه الأخبار السوداء يتألمون فى صمت، والسير يعقوب يقابل مثل هذه الأخبار بابتسامة جراح إنجليزى، معروف عنه الصمت الجميل، مضطرة مؤسسة يعقوب أن تخرج على الناس كل أسبوع تنفى خبر مرضه، ما يستتبع هذا مشقة هائلة على أعصاب رجل بلغ من العمر عتيًا، هذا يكلف الرجل ما لا يحتمل.
للأسف، صار واضحًا استهداف صفحات بعينها السير يعقوب، ويرمونه بكل ما فى أنفسهم من سواد، ويكذبون عليه بأخبار مكذوبة، يعقوب ليس استثناءً، الإخوان مثلا يعمون من العمى ولا يرون مصريًا نجمًا بازغًا، ما بالك بالسير يعقوب وهو مَن هو رغم أنفهم جميعًا.
يستهدفون رموز الدولة المصرية جميعًا بمثل هذه الأخبار السوداء، من أول الرئيس إلى نجوم الطب والفن والسينما والأدب والفكر، يتمنون مصر خرابة، وإذا لا قدر الله، مرض أحدهم أو قبض، يتولونه بالشماتة واللعن والدعاء عليه وتمنى النار موئلا، الإخوان عدو لكم فاحذروهم، ودعاء بطول العمر للكبير سنًا ومقامًا السير مجدى يعقوب.