يوما تلو الآخر يتأكد لنا مدى الترابط الوثيق والمستمر والتاريخي بين قادة الإمارات ومصر ليس فقط من أجل صالح الشعبين والبلدين الشقيقين في السراء والضراء، ولكن العمل سويا من أجل إرساء السلام والاستقرار في منطقتنا وخاصة دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
ومنذ الساعات الأولى لاندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي، حمل قادة مصر والإمارات بجانب أشقائهم وإخوانهم من الدول العربية والإسلامية وكافة دول العالم الحر، لواء الدفاع عن حقوق الأبرياء في غزة والسعي لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.
ولم تترك الإمارات ومصر بابا إلا طرقته في سبيل هذا الأهداف السامية، آخرها التعاون المشترك في الإنزال الجوي للمساعدات على قطاع غزة لتقديم الغوث للأبرياء الذين أنهتكهم وأوجعتهم آلة الحرب المستمرة منذ 6 أشهر.
ورغم الصعاب والتحديات إلا أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية ما زالت مستمرة على القطاع، وآخرها أمس السبت فبحسب قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية نفذت القوات الجوية المصرية وشقيقتها الإماراتية الإنزال الجوي الـ26 لمساعدات إنسانية على شمال غزة ضمن عملية "طيور الخير" التي يشترك فيها البلدان لإغاثة أشقائهم الفلسطينيين.
عمليات الإسقاط الجوي التي تنفذها الإمارات ومصر كتفا بكتف تجري فوق المناطق المعزولة في شمال القطاع التي يتعذر الوصول إليها منذ بداية الحرب، لتسقط بذلك عملية "طيور الخير" خلال أسابيع قليلة منذ انطلاقها نهاية فبراير الماضي حوالي 1483 طنا من المساعدات فوق غزة لتكون غوثا للأبرياء في مواجهة جحيم الحرب.
وبجانب الإنزال الجوي تسيير مصر والإمارات إلى جانب أشقائهم من الدول العربية جسورا وإمدادات برية وبحرية لا تنقطع لدعم إنفاذها إلى القطاع عبر معبر رفح البري، آخرها وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثالثة اليوم إلى ميناء العريش ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، وتحمل على متنها 4 آلاف و630 طنا من المواد الإغاثية المتنوعة لمساعدة أبناء غزة.
وأمام التنسيق الإماراتي المصري لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني، مازال البلدان بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات والرئيس عبد الفتاح السيسي، يقودان جهودا مضنية لا تتوقف ولا تكل ولا تمل من أجل دعم الحل النهائي للقضية الفلسطينة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
القيادة الحكيمة للإمارات ومصر تدرك أيضا أنه لا سبيل لاستقرار المنطقة وإنهاء حمامات الدم إلا بحل جذري يحفظ دماء الأشقاء في فلسطين ويجنب منطقتنا المزيد من القتل والدمار والتخريب وتفكك الأوطان.
التنسيق والتواصل بين حكماء البلدين دائم لا ينقطع، فالقيادة السياسية تدرك حجم المخاطر والتهديدات التي تواجه منطقتنا بل والإنسانية والعالم أجمع، وقد اتضح ذلك في اللقاء الأخوي الأخير بين الشيخ محمد بن زايد وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة يوم 23 مارس الماضي والذي ركز على تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين ومناقشة والأوضاع الإقليمية وخاصة في غزة.
لذا نحن أمام قيادة حكيمة وواعدة في مصر والإمارات حملت على عاتقها الدفاع عن قضايا الأمة ومصالحها والتآزر لحماية استقرارها وأمنها ومنع تحولها إلى ساحة حروب وتصفية للحسابات بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة.