تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم، بذكرى التذكار الشهري لوالدة الإله القديسة مريم العذراء.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن فى مثل هذا اليوم نعيد بتذكار السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الذكية مريم والدة الإله الكلمة أم الرحمة، الحنونة شفاعتها تكون معنا.
من جانبه، قال البابا الراحل شنودة الثالث، في كتاب اللاهوت المقارن، عن ألقاب السيدة العذراء، إنه: "من حيث سكني الله في العذراء، في التجسد، تسميها الكنيسة بالسماء الثانية وتشبهها بخيمة الاجتماع (القبة) أو قبة موسى، ومن حيث سكني الله فيها، تسميها الكنيسة (مدينة الله) أو صهيون كما قيل في المزمور (صهيون الأم تقول أن أنسانًا وأنسانًا صار فيها. وهو العلي الذي أسسها إلى الأبد) (أعمال مجيدة قد قيلت عنك يا مدينة الله)".
أضاف: "ولما كان السيد المسيح قد شبه نفسه بالمن باعتباره الخبز الحي النازل من السماء. لذلك فالكنيسة تلقبها بقسط المن، وكذلك من حيث بتوليتها تلقبها بعصا هارون التي أفرخت، وقد شُبِّهَت العذراء بالمنارة الذهبية. لأنها تحمل المسيح الذي هو النور الحقيقي، وشُبِّهَت أيضا بتابوت العهد، الذي هو مغشي بالذهب من الداخل والخارج رمزًا لنقاوة العذراء وعلو قيمتها. ولأنه من خشب السنط الذي لا يسوس رمزًا أيضًا لطهارة العذراء. ولأن في هذا التابوت المن الذي يرمز للمسيح باعتباره الخبز الحي النازل من السماء. ولوحا الشريعة اللذان يرمزان إليه باعتباره كلمة الله".
وتابع: "شُبِّهَت العذراء أيضًا بسلم يعقوب التي كانت منصوبة على الأرض، وواصلة إلى السماء. والعذراء أيضًا كانت تمثل هذه الصلة بين السماء والأرض، في ميلاد المسيح. فكانت هي الأرض التي حلت فيها السماء، أو كانت وهي على الأرض تحمل السماء داخلها. عن سلم يعقوب، والعليقة التي رآها موسى، والنار تشتعل فيها دون أن تحترق. ترمز إلى السيدة العذراء التي حل فيها الروح القدس بنار اللاهوت، دون أن يحترق"