تزامنًا مع احتفال مصر والعالم بأعياد الميلاد، حيت تحتفل كنائس الغرب مساء اليوم بعيد الميلاد وتحتفل مصر وكنائس الشرق ليلة 7 يناير وافق مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار على تسجيل مبنى المتحف القبطي في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والذي تم إنشاؤه عام 1898م وافتتاحه رسميًا عام 1910، ليصبح بذلك المتحف الأول والوحيد بالعالم المتخصص في الآثار القبطية، وذلك فى اجتماعه الثلاثاء 21 ديسمبر برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى أمين عام المجلس الأعلى للآثار .
وأشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار بهذا القرار الذي يتوافق مع احتفال مصر والعالم بأعياد الميلاد وكأنه هدية عيد الميلاد المجيد، موضحًا أن واجهة المتحف القبطى هي رسالة سلام ومحبة فى حد ذاتها باعتبارها لوحة معمارية استثنائية لا مثيل لها فى العالم ، وقد قام مؤسس المتحف القبطى مرقص سميكة باشا بنسخ واجهة جامع الأقمر الفاطمى بشارع المعز لتكون واجهة المتحف القبطى حين تأسيسه لتؤكد قيم التلاحم والتعانق بين الأديان فى مصر وأن العمارة المسيحية والإسلامية فى مصر هى منظومة تواصل حضاري وتأثير وتأثر وتشابك والتحام فى نسيج واحد بخيوطه من سداه ولحمة .
وينوه الدكتور ريحان إلى أن هذه الواجهة هى نموذج طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلى راغب عياد الرموز المسيحية وولد مرقص سميكة عام 1864 فى عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتى وفاته وكان عضوًا فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الأثريين فى لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ومن مؤلفاته دليل المتحف القبطى والكنائس الأثرية فى مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية ووضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطى .
ويضيف الدكتور ريحان بأن المتحف القبطى تأسس عام 1908 ويقع بمنطقة مصر القديمة أمام محطة مترو الأنفاق وقد أفتتح رسميًا عام 1910 وأنشئت المبانى الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية قدمها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 وقد سمح أيضًا بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك والبلاطات الخزفية التى كانت فى منازل الأقباط القديمة و ظل المتحف القبطى ملكًا للبطريركية حتى عام 1931حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة لأنه يمثل حقبة هامة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصري القديم وتقديرًا لـ “مرقص سميكة” باشا قامت الحكومة بعمل تمثال نصفي له على نفقة الدولة أقيم وسط الحديقة الخارجية أمام مدخل المتحف .
ولفت الدكتور ريحان إلى أن جامع الأقمر يقع بشارع المعز لدين الله بناه الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلي الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية فى مصر عام 519هـ ،1125م وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحى المعروف باسم المأمون البطائحى بمنطقة النحاسين، وواجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجر وباقى الجامع مبنى من الداخل بالطوب .