تحل اليوم ذكرى رحيل أثناسيوس كيرشر، مؤسس علم القبطيات وأول من حاول إيجاد علاقة بين الهيروغليفية والقبطية.
ووفقا لدراسة أعدها الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، يعتبر الراهب اليسوعي الالماني الموسوعي أثناسيوس كيرشر هو المؤسس الحقيقي لعلم القبطيات,وأول من حاول إيجاد علاقة بين القبطية والهيروغليفية.
أما عن أثناسيوس كيرشر تفسه، فلقد ولد في 2 مايو 1602 بأحدي المدن الالمانية ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي نبغ في أكثر من مجال من مجالات المعرفة ؛نذكر منها الجيولوجيا؛ الطب؛ الأديان المقارنة؛ المصريات ؛ علوم الحضارة الصينية حتي لقب في كتب التاريخ ب"الاستاذ في المائة فن وعلم ؛ ولقد علم لمدة أكثر من 40 عاما في أكاديمية روما حتي لقب بالألمانية ومعناها بالانجليزية أو خزائن المعرفة والتساؤلات .فلقد كانت له أسهامات واضحة في الكيمياء ؛ كما كانت له محاولات في اختراع الميكروسكوب قبل ليفنهوك.
وذكر مؤرخ الحضارات الكبير ول ديورانت أنه كان علامة مدهش متعدد المعارف ؛ حتي أنه نشر في 1670 موسوعة بمعني الكلمة عن الصين عنوانها " الصين المصورة " أمتدح فيها الحضارة الصينية القديمة لأن علي راسها ملوكا وفلاسفة.
ولقد عمل كيرشر استاذا في أكاديمية روما لمدة تزيد عن الأربعين عاما . ومن أنجازات كيرشر في الجيولوجيا دراساته عن البراكين و الحفريات ؛ ولقد كان كيرشر سابقا لعصره في اكتشاف علاج لللطاعون واقترح عدة طرق لمنع انتشاره، كما كانت له اسهامات في اختراع العديد من الالات مثل اول مكبر صوت وأول فانوس سحري.
ولقد وصفه احد علماء الحضارة الانسانية انه واحد من كبار عمالقة القرن السابع عشر ؛ولقد وصفه أخير احد علماء الحضارة أنه كان رجل المعرفة الواسعة والاختراعات حتي وصف أنه من أذكي العقول في زمانه قطعا كل هذه الأحكام بالنسبة لمقاييس زمانه؛ ولا شك ان العلم والمعرفة والاختراعات أيضا قد تجاوزت عصره بكثير ؛ ولكننا نتكلم بالنسبة لمقاييس زمانه في القرن السابع عشر، ولقد استمر كيرشر في العمل والأنتاج حتي توفي في 28 نوفمبر 1680 عن عمر يناهز 78 عامًا.
أما عن عن انجازته في الحضارة المصرية القديمة والقبطية ؛ يذكر المؤرخون أن له كتابا هاما عن المسلات المصرية القديمة ؛ كما نشر كتابا عن اللغة القبطية حاول فيه أن يثبت أن اللغة القبطية هي السليل المباشر للكلام في العصور الفرعونية ؛ ولقد قال ذلك في رسالة هامة له عن اللغة القبطية صدرت عام 1636 ؛ وهو بذلك يسبق العالم الفرنسي شامبليون بحوالي186 سنة تقريبا.
كما طبع كيرشر أول كتاب قواعد لغة قبطية ومعجم قبطي بلسان أوربي في روما 1643- 1644 بعنوانLingua aegyptiaca restitute Romae 1643- 4.
وذكر في الكتاب الموسوعي أسماء وأعمال كل من مقدمة السمنودي ومقدمة ابن كاتب قيصر ؛ والسلم الكبير لابي البركات شمس الرئاسة المعروف بابن كبر ؛ والسلم المقفي لأبي أسحق ابن العسال، ويذكر الدكتور مييشيل بديع عبد الملك ان أثناسيوس كيرشر يعتبر أول من حاول تدوين الموسيقي والالحان القبطية ؛ وذلك عن طريق ذكر جزء من تدوين لبعض من الصلوات الكنسية ؛ حيث أعتمد علي شماس قبطي ؛ ويؤكد الدكتور ميشيل أن هذه المحاولة من جانب كيرشر تعتبر أقدم تدوين قبطي مسجل للموسيقي القبطية ؛ ولكن طبعا تنقصه الدقة في تدين القوالب الموسيقية والحليات الموسيقية.