صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، القداس الإلهي اليوم الاحد الموافق 18 يوينه 2023، في كنيسة مار مينا والبابا كيرلس السادس في سانت تريز، بإقليم الكيبيك الكندي، وقام بخدمة القداس الإلهي مع نيافته، أبونا الحبيب والغالي أبونا أنطونيوس ميخائيل “أب المحبة والحكمة، كاهن الكنيسة”، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسةقال أبونا الأسقف جزيل الاحترام والمحبوب الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” في عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس: اليوم هو الأحد الثاني من شهر بؤونة في صوم الرسل، وفي هذا الشهر القراءات تكلمنا عن عمل الروح القدس مع الإنسان، وإنجيل اليوم من الأناجيل المشهورة، حيث أنه عن الإنسان المفلوج، الذي حمله 4 أشخاص. ونريد أن نتأمل في 3 محاور في إنجيل اليوم.
المحور الأول يتمثل في أن هؤلاء الأشخاص الأربعة الذين حملوا الشخص المفلوج، أي حب يحبونه ليحملوه يذهبوا به للمسيح يسوع، ليشفيه؟ وقال آباؤنا القديسين عنهم، أن هؤلاء الأشخاص الأربعة يمثلون الأناجيل الأربعة “الأربع بشاير”. أي أنه عندما يشعر الإنسان بالخطية، فالخطية تجعل من الإنسان مشلولا. لكن الله الكلمة في الإنجيل، هذه الكلمة بالروح القدس تستطيع أن تقدمنا للسيد المسيح. وبعد أن صعد السيد المسيح وقام من الأموات، ترك داخل كل منا، الروح القدس، الذي يسكن “جوانا”، ويجعلنا نشعر بأن عمانوئيل في وسطنا، وأن المسيح المسيح بداخلنا. والروح القدس يأتي من كلمة الله الحية في الكتاب المقدس، والمعمودية، لأن محبة الله لنا أبدية، “أحببتك محبة أبدية”. والسؤال كيف نحب يسوع المسيح ونحافظ علي الروح القدس داخلنا؟ عن طريق فتح الكتاب المقدس وقراءته والنهل منه، بهذا تكون لنا علاقة مع الله، زالروح القدس دائما متواجد داخلنا، ولكن نور الروح القدس ينير داخلنا إذا فتحنا الكتاب المقدس وقرأنا فيه بصورة منتظمة، في حين أن الروح القدس يصبح مقيدا داخلينا، إن لم ننهل من كلمة الله الحية في الكتاب المقدس.
= صلب السيد المسيح وقيامته من الأموات أعطتنا غفرانا للخطايا
أضاف أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أن المحور الثاني يتمثل في أن السيد المسيح تغلب علي موت الخطية، وقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك، حيث حدث معجزة غفران الخطية. بالنسبة لهم وللإنسان العادي، كان هناك صعوبة في الاختيار ما بين حدوث معجزة بأن يشفي هذا الإنسان المفلوج أو أن يقول له السيد المسيح “مغفورة لك خطاياك” . لكن في عقل الله، غفران الخطايا يتطلب صلب الابن الوحيد، وقيامته من بين الأموات، ليعطينا هذا الغفران، كما قال “أبواب الجحيم لن تقوي عليها”، حتي عندما أغلقت الكنائس خلال فترة جائحة الكوفيد 19، لم يقو الكوفيد عليها، لأن المقصود بأن أبواب الجحيم لن تقوي عليها، هو أن الجحيم مدخل للسقوط في الخطية والوقوع فيها. إن الله، الروح، اعطي غفرانا للخطايا، ويسوع المسيح بسلطانه كإله اعطانا غفرانا للخطايا، ولهذا قال السيد المسيح للمفلوج “مغفورة لك خطاياك”. هناك سلطان وقوة يمنحها لك الروح القدس وكلمة الله الحية في الكتاب المقدس وصلب وقيامة السيد المسيح له المجد، ولهذا نقول “لا يقوي علينا موت الخطية”. وهناك سر جميل وعظيم في الكنيسة هو سر التوبة والاعتراف، الذي يمنح غفرانا للخطايا.
= كيف نري الإيمان؟ الإيمان والمحبة والرجاء لغفران الخطايا وندوس الحيات والعقارب
أشار نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا إلي أن المحور الثالث فيتمثل في أن السيد المسيح عندما رأي الأربع اشخاص الذين يحملون المفلوج فإنه قد رأي الإيمان. والتساؤل الذي يطرح نفسه، هل يري الإيمان؟! في رسالة معلمنا مار يعقوب اليوم، يقول أن الإيمان يري. ولكن كيف نري الإيمان؟ نري الإيمان في الأعمال، عندما اثق في الله وفي قوته، أبدا في القيام بأعمال تبرهن علي وجود الله داخلي، ولذا نقول ولا يقوي علينا نحن عبيدك موت الخطية، لأن الله ساكن داخلنا بالروح القدس.
وهذا الإيمان ليس عقلي فحسب، إذ أنه حيل كل واحد فينا تكون صلته مع الله، وكل واحد فينا يتسم بسمة القداسة، لأن الروح القدس ساكن داخلنا كلنا، ولكن كلمة الله الحية في الإنجيل، هي من تنير وتحي الروح القدس “جوانا”. وكان بولس الرسول يلقب المؤمنين بالقديسين. وهنا يجب علي كل واحد فينا أن يسأل ما الذي يمنع الروح القدس أن يشتغل” بالقداسة في قلبه؟ هل هي الخطية أم الضعف أم غيرها؟ هنا يجب أن نميز بين أمرين، الإيمان، وهو التصديق في أمر حدث. أما الرجاء فإنه يعني التصديق لأمر سيحدث. وهنا تبرز العلاقة بين الإيمان والمحبة والرجاء.
أضاف نيافته: أن المحبة ليست مجرد مجموعة من المشاعر فقط، لكن المحبة عبارة عن أعمال، ولهذا نقول “لهذا بذل الله ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”، والبذل المقصود هنا، الموت والقيامة والفداء. والكنيسة يمكن أن تضعف إذا غابت أو ضعفت المحبة أو تحولت لمجموعة من المشاعر. لكي تكون الكنيسة قوية من المهم أن يبذل كل منا ذاته من أجل أحبائه والآخرين، والبذل هنا أن يقدم كل منا نفسه ذبيحة، لأننا ونحن بعد خطاة مات السيد المسيح من أجلنا وقام من بين الأموات وفدانا علي الصليب، لنبتهج ونفرح بوجود الله الروح مرة أخري.
ودعا نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، للجميع قائلا: استمتع بحياتك مع الله، وبحياة القداسة، لأنك ابن الله، ولست ابنا لهذا العالم. الله يعطينا قوة من خلال الكلمة الحية في الكتاب المقدس، وأن نطبقها بسلطان، لندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، وتظهر هذا السلطان بقوة الإيمان والمحبة والرجاء، وربنا يعطينا ملء الروح القداس “جوانا”