قدم لنا مصور الأفراح واللحظات الطقسية السعيدة الـ فوتوغرافر “رامي حربي”، مجموعة من الصور، التي تسجل ” الإكليل الطقسي” والذي يقام صباحاً ويتم بعد صيام، وصلوات، وخلوة في أحد الأديرة ثم تقام صلاة “حل الزنار” أو “رفع الأكاليل”.
ولمعرفة ترتيب الفرح الطقسي قال المصور “رامي حربي”:”الفرح كان للعروسين ايبودياكون “كيرلس بهيج “،وعروسته الاستاذة “مايڤل ساري” وقد حضره صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أكسيوس الأسقف العام لكنائس قطاع عين والمطرية وحلميةالزيتون،مع لفيف من الاباء الكهنة”.
وعن تفاصيل الفرح الطقسي شرح “حربي” قائلاً :”يخرج الشمامسة لاستقبال العروسان بعد نهاية صلاة رفع بخور باكر،ويزفون حتى يصلوا إلى خورس الشمامسة ، بعد ذلك يبدأون في صلوات الإكليل، على أن يكون العروسان صائمين ويكون العروسان مرتديان الزنار،وفي نهاية صلوات الإكليل،الكاهن يبارك على العروسان ويجلسان وهم مرتديان حلل الإكليل ثم يبدأون خدمة القداس ،يجلس العريس إلى جوار عروسه في مقدمة الشعب، ويصليان القداس معًا، ويتضرعون لأن يجعل لهما في سر التناول ثباتا واتحادا في المسيح.
وتابع رامي قائلاً “وعندما يحين وقت التناول من الأسرار المقدسة يتقدمان معًا لكي يتناولا الجسد الكريم بلفافة واحدة، وهي ذات اللفافة التي وضعها الكاهن على أيديهما أثناء صلاة الإكليل،فكل فرد في الشعب يتقدم للتناول ممسكا بلفافة، أما العريس والعروس فيتقدمان للتناول معًا مستخدمين لفافة واحدة للدلالة على أنهما قد أصبحا واحدًا، فيكون جسد الرب ودمه هو أول طعاما يأكلانه معا بعد زواجهما ،و يتناولان من الأسرار المقدسة،حتى يكون العهد بينهما على سر القربان المقدس،فيعيشان معا بأمانة،وقد أكلا معا لا خبزًا وملحًا كما يفعل الناس عادة في حالة الارتباط بعهد بينهم، بل ما هو أسمى جدا من الخبز والملح، أي القربان المقدس “( مثلث الرحمات الأنبا غريغوريوس)
فالتناول امرا اساسيا في سر الاكليل لا غني عنه وهذا منذ القرون الأولي في المسيحية
“كيف نعبر عن سعادة الزيجة التي تعقدها الكنيسة، ويثبتها القربان، وتختمها البركة، وتعلنها الملائكة، ويصدق عليها الآب السماوي” العلامة ترتليانوس”عقد التزويج لا يتم ولا يكون إلا بحضرة كاهن، وصلاته عليهما (أي العروسان)، تقريبه القربان لهما في وقت الإكليل،الذي به يتحدان ويصيران جسدًا واحدًا.” ( العلامة بن كبر )
+ وفي نهاية القداس يزفون إلى باب الكنيسة وهم يرددون لحن ” شيري ماريا تي أورو”.
وقال رامي :”بعد ذلك يقوم العروسان بخلوة،وتدبير روحي كما فعل طوبيا مع زوجته سارة بن رعوئيل في القديم في صوم وصلاة وتقرب من الأسرار المقدسة ثم بعد ذلك يحضرون للكنيسة لحل الزنار الذي ارتداه في طقس الاكليل
تقام في الكنيسة صلوات خاصة بالعروسين تعرف باسم “حل الزنار” أو “رفع الأكاليل” يحضر العريس والعروس صلاة قصيرة يتلى فيها الطرح (التفسير)، والذي يوضح لنا مقدار البركات التي نالها العروسان نتيجة حياة العفة التي عاشا فيها.
+ وهذه بعض فقرات من هذا الطرح:
” هذان (العروسان) حق عليهما صوت البركة الإلهي الصادر لأبينا آدم وأمنا حواء.
هذان اللذان فاضت عليهما البركة التي مُنحت لأبينا نوح البار.
هذان اللذان حفتهم بركة أبينا الخليل أب الآباء.
هذان اللذان اشتملا ببركات أبينا اسحق.
هذان اللذان تضاعفت لهما بركات أبينا يعقوب.
هذان اللذان استحقا بركة يوسف الصديق.”
ثم… يفك الكاهن زنار العروسان…الذي ظلا يرتديانها حتى هذه الساعة
ويقرأ لهما الكاهن صلاة التحليل”.
وعن تفاصيل يوم الزفاف قال رامي ان العريس هو “معلم” كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بمنطقة أحمد عصمت بعين شمس ،وكان اغلب الحاضرين بخلاف أهل العروسين هم تلاميذ واولاد العريس بالخدمة والذي قام بتعليمهم الألحان الكنسية ،وكان يوجد عدد كبير جدا من الشمامسة”.
واختتم رامي حديثه قائلاً :” الاكليل الطقسي يتطلب مجهود مبذول اكثر من الإكليل العادي ، حيث يتطلب الاستيقاظ فجراً ،بل واحياناً تبداء العروسة في تجهيز نفسها من الليل لكي تستطيع تجهيز الملابس وتحضيرات الشعر والكوافير والميكب والتجهيزات الطبيعية،والتي تستغرق فترة الليل حتى تكون جاهزة لتصوير الفوتوسيشن فجراً حتى نلحق بمعاد الكنيسة والقداس ، وهذا كله يتطلب مجهود زيادة ، ولكن مع كل هذا التعب لا نشعر به وسط الفرحة بصلاة الإكليل الطقسي ،والتي يكون به روح مختلف وله روحانيات كبيرة “.
وفي نهاية حديثة قال رامي بالاكليل الطقسي وعندما شاهد العروسان يتقدمان للتناول ممسكين لفافة واحدة ،فسر لي وقتها كيف جائت فكرة اللفافة التي توضع بالافراح العادية للعروسين ، وحتى عند باقي اخواتنا الاحباء المسلمون ويسمونه منديل الفرح “.