يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لبحث تدهور الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، حيث من المتوقع أن يبحث أعضاء المجلس مشروع القرار الأممي حول الوضع الإنساني في سوريا.
الغوطة الشرقية
الغوطة الشرقية هي المدينة الواقعة في ريف دمشق، وعدد سكانها قبل بداية الحرب الأهلية أكثر من مليوني نسمة. فيما يقطن فيها حاليا 400 ألف شخص فقط .
وفي 2011 دخلت بعض الجماعات الإرهابية إلى الغوطة الشرقية ، وبسط تنظيما "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" سيطرتهما على المدينة.
وفي أواخر 2015 بدأ الجيش السوري هجوما على الغوطة الشرقية، وفي نهاية 2016 انتهت المعارك كافة هناك.
وأدرجت الغوطة الشرقية على قائمة مناطق خفض التصعيد الأربع، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه من قبل الدول الضامنة للهدنة في سوريا، وهي روسيا وإيران وتركيا، أثناء مفاوضات أستانا في مايو/أيار 2017.
الوضع في الغوطة الشرقية في 2018
وعلى الرغم من استمرار محاولات خفض التصعيد في الغوطة الشرقية بقيت المنطقة على حافة الكارثة الإنسانية.
وفي الـ14 فبراير/شباط دخلت الغوطة الشرقية قافلة لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السوري محملة بالمساعدات الإنسانية.
وأفادت الأمم المتحدة آنذاك بوجود عجز جدي للمواد الغذائية والأدوية في المنطقة إضافة إلى تفشي أمراض معدية هناك.
كيف تفاقم الوضع؟
مع مطلع فبراير/شباط الحالي بدأ مسلحو "جبهة النصرة" استفزازاتهم في المنطقة، حيث كثفوا القصف على مناطق سكنية بدمشق.
وأفادت الأمم المتحدة بوجود تقارير حول مصرع مدنيين في الغوطة الشرقية بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى سقوط ضحايا نتيجة استهداف أحياء سكنية في دمشق بواسطة قذائف هاون.
كيف ردت دمشق؟
وأفادت رويترز استنادا إلى وكالة سانا بأن القوات الحكومية بدأت بتوجيه ضربات إلى مواقع الجماعات الإرهابية في الغوطة الشرقية.
وبحسب التقارير فإن المعارك أدت إلى تدمير عدد من المستشفيات وسقوط قتلى وجرحى، ووفق الأمم المتحدة فإن أكثر من 100 شخص بينهم 13 طفلا لقوا مصرعهم في الـ19 فبراير/شباط.
رد فعل الدول الغربية
دانت الولايات المتحدة بشدة العنف في الغوطة الشرقية محملة دمشق وموسكو المسؤولية عنه ودعت إلى وقف القتال هناك.
من جهتها طالبت بريطانيا السلطات السورية بفتح ممر لإيصال مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية، فيما دعت فرنسا إلى تحقيق التزام الهدنة في سوريا.
رد فعل موسكو
رفضت السلطات الروسية الاتهامات بضلوع الجيش الروسي في سقوط قتلى في الغوطة الشرقية.
ودعت موسكو أمس الأربعاء إلى عقد جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الغوطة الشرقية.
ومن المتوقع أن تبحث الجلسة مشروع القرار حول فرض هدنة في سوريا مدتها 30 يوما طرحته الكويت والسويد مساء أمس الأربعاء.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو للنظر في قرار مجلس الأمن لإرساء الهدنة في سوريا لمدة 30 يوما.
وشدد على أن نظام وقف إطلاق النار في سوريا يجب ألا يشمل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين، إضافة إلى جماعات متحالفة معهما تقصف أحياء سكنية في دمشق بشكل دوري.