تحتفل الكنيسة البيزنطية بعيد القيامة المجيد، وعلى خلفية الاحتفالات القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ركض بطرس ويوحنا معا نحو القبر. إن قبر المسيح هو الكتاب المقدّس حيث أسرار ألوهيّته وانسانيته محصّنة وراء حجر من الصخر إذا جاز التعبير. لكنّ يوحنا كان أسرع من بطرس، لأنّ قدرة التأمّل المطهَّرة كليًّا تخترق أسرار الأعمال الإلهية في نظرة عميقة أكثر من قدرة الفعل التي يجب أن تُطهّر أوّلا.
غير أن بطرس دخل أوّلاً إلى القبر، ولحقه يوحنا. ركض الإثنين معًا ودخلا معًا. هنا يجسّد بطرس صورة الإيمان، أما يوحنا فيجسّد العقل... لذا يجب أن يدخل الإيمان أوّلا إلى القبر، وهذه صورة وردت في الكتاب المقدّس، ثمّ يتبعه العقل.
إنّ بطرس، الذي يجسّد أيضًا تطبيق الفضائل، رأى بقدرة الإيمان والفعل ابن الله محدوداً في الجسد بطريقةٍ مدهشة لا توصف. أمّا يوحنّا، الذي يجسّد التأمّل السامي للحقيقة، يتأمّل بإعجاب كلمة الله، الكامل في حدّ ذاته، واللامحدود في أصله أو بمعنى آخر في أبيه. وبإلهام إلهي، ينظر بطرس في الوقت عينه إلى الأشياء الأبدية والأشياء الأرضيّة المتّحدة في الرّّب يسوع المسيح. أما يوحنا فيتأمّل ويُعلن أبديّة الكلمة التي ستُبشّر بها جميع النفوس المؤمنة.
وأقول إذًا أن يوحنا هو نسر روحيّ سريع الطيران يرى الله؛ لذا ادعوه لاهوتيّ. فهو يعلو فوق الخليقة المرئيّة والخفيّة. ويتخطى قدرات العقل ليدخل مؤلّهًا في الله الذي يشركه في المقابل بحياته الإلهية.
mqjdph