
فاز الفيلم الوثائقي الذي يتناول قصة العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية "لا أرض أخرى No Other Land" بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل لهذا العام، ضمن حفل توزيع جوائز الأوسكار.
تفاصيل فوز "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن الفيلم، الذي أنجزه فريق مشترك من صناع أفلام فلسطينيين وإسرائيليين، تفوق على مجموعة من الأفلام المنافسة، بما في ذلك Black Box Diaries وPorcelain War وSugarcane، ليحصد واحدة من أرفع الجوائز السينمائية العالمية
وأوضحت أن صناع الفيلم أكدوا أن السياسة الخارجية الأمريكية تعرقل الطريق إلى السلام، لافتة إلى أن الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" يمتد لـ95 دقيقة، وهو من إخراج باسل الأطرش وراشيل شور وحمدان بلال ويوفال أبراهام.
وعرض الفيلم لأول مرة العام الماضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي، وهو ثمرة عمل استمر من 2019 حتى 2023، وركز بشكل أساسي على التهجير القسري المتواصل للفلسطينيين من منازلهم في منطقة مسافر يطا الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، والتي تستهدفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعمليات هدم مستمرة.
وطن حر آمن.. رسائل فيلم "لا أرض أخرى"
وخلال كلمة ألقاها أمام حشد وقوفًا للتصفيق، شكر صناع الفيلم الأكاديمية، قبل أن يتحدث المخرج المشارك باسل الأطرش، الذي أعلن مؤخرًا عن ولادة طفلته، معربًا عن أمله في ألا تعيش ابنته الحياة ذاتها التي عاشها، حياة مليئة بالخوف الدائم من العنف والهدم القسري والتهجير المستمر.
وأكد الأطرش أن الفيلم يعكس بصدق الواقع القاسي الذي عاشه ويعيشه الفلسطينيون منذ سنوات طويلة، موجهًا نداءً صريحًا للعالم بضرورة اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذه الجرائم وإنهاء سياسة التطهير العرقي التي تستهدف الشعب الفلسطيني.
وتبعته كلمة من المخرج المشارك يوفال أبراهام، الذي شدد على أن الفلسطينيين والإسرائيليين صنعوا هذا الفيلم معًا لأن أصواتهم المشتركة أقوى.
وأضاف أن كلا الجانبين يريان بعضهما بعضًا، ويشتركان في الألم والمعاناة، وأن الدمار الوحشي الذي يتعرض له قطاع غزة وشعبه يجب أن يتوقف.
كما أشار أبراهام إلى أن المحتجزين الإسرائيليين يجب أن ينالوا حريتهم، لكنه في الوقت نفسه شدد على الفجوة العميقة التي تفصل بينه وبين شريكه الفلسطيني باسل، إذ يعيش أبراهام تحت قوانين مدنية تكفل له الحرية، بينما يخضع باسل لقوانين عسكرية تقمعه وتدمر حياته وتحرمه من أدنى حقوقه.
ونوه "أبراهام" بأن هناك طريقًا آخر، حلًا سياسيًا عادلًا لا يقوم على التفوق العرقي، بل يضمن الحقوق الوطنية لكلا الشعبين، مضيفًا أن السياسة الخارجية للدول الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة، تسهم بشكل مباشر في إغلاق هذا الطريق وتغذية الصراع.
واختتم حديثه: "ألا ترون أننا متداخلون في مصير واحد؟ لا يمكن أن يكون شعبي آمنًا حقًا إلا إذا كان شعب باسل حرًا وآمنًا أيضًا هناك طريق آخر.. لم يفت الأوان بعد على الحياة.. لا يوجد طريق آخر".