تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أقامه طقس عمل زيت الميرون المقدس، اليوم الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي
ويترأس صناعته البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، وليكون صنعه في 11 و12 مارس عام 2024 هي المرة الحادية والأربعون في تاريخها، والرابعة في عهد البابا تواضروس الثاني منذ توليه السدة المرقسية، إذ أقيم طقس صنع الميرون في عهده 3 مرات سابقة عام 2014، 2017، 2021، لتكون هذه المرة الرابعة منذ توليه.
ويتم ذلك بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون والذي يبدأ بالتزامن مع بداية الصوم الكبير الذي يستمر لمدة 55 يومًا إذ يبدأ في 11 مارس 2024.
من يشارك البابا تواضروس في صناعة الميرون؟
ويشارك البابا في طقس صناعة الميرون المقدس عددًا من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر وخارجها، والذين حضروا اجتماعات وجلسات المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وعلى الصعيد ذاته من المقرر أن يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح الاثنين، قداس شم النسيم، في 5 مايو 2024 والذي يأتي تزامنًا مع إتمام طقس لإضافة خميرة زيت الميرون المقدس بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي العامر للرهبان الأقباط الأرثوذكس بمنطقة وادي النطرون بمحافظة البحيرة.
ومن جهته أوضح البابا تواضروس الثاني في مقاله الجديد في العدد الأخير من مجلة الكرازة والذي صدرت مؤخرًا والتي جاءت تحت عنوان "الميرون المقدس"، لماذا تم عمله في بداية الصوم الكبير إذ قال: في إطار تنظيم وترتيب العمل الكنسي في مختلف المجالات قمنا بإصدار اللوائح التنظيمية وإنشاء الإيبارشيات والمعاهد الكنسية المتنوعة وعقد اللقاءات الشبابية من خارج مصر ومن داخلها مع المؤتمرات والحلقات الدراسية للآباء الكهنة والآباء الرهبان والراهبات والدورات التدريبية للكهنة الجدد والأساقفة الجدد مع الزيارات التفقدية والمقابلات والاجتماعات المتنوعة وكل هذه الأعمال والخدمات وغيرها، تحتاج دائمًا التطوير والتحديث والتجديد لتستمر الخدمات الكنسية نابضة ومتناسقة وفعالة.
إعداد المیرون المقدس بأسلوب یتناسب مع العصر وإمكانیاته دون تغییر في الصلوات والقراءات
وأضاف البابا تواضروس الثاني، وفي نفس هذا الاتجاه بدأنا منذ بدأنا منذ عشر سنوات في إعداد المیرون المقدس بأسلوب یتناسب مع العصر وإمكانیاته دون تغییر في الصلوات والقراءات وفقط التغییر في أسلوب التحضیر، وذلك بعد مناقشة ھذه الطریقة في اجتماعات المجمع المقدس وإقرارھا، وبدأ التطبیق في عام 2014 ثم 2017 ثم 2021 لتكون 2024 المرة الرابعة لتحضیر وإعداد المیرون المقدس.
وتابع تختار بدایات الصوم المقدس في الإعداد حتى یحضر الزیت الجدید قداسات الصوم الكبیروصلوات أسبوع الآلام ثم نضیف الخمیرة في قداس شم النسیم ثم یترك في الكنیسة لیتم تعبئتھا في زجاجات بلاستیكیة مناسبة للتوزیع على الإیبارشیات والكنائس القبطیة في مصر وفي الخارج لإستخدامها في رشومات المعمدين حديثًا..
وأوضح: وبذلك نحن نرسي عدة مبادئ وهي إعداد زیت المیرون المقدس بدون استخدام الماء أو النار وبدون وجود أتفال (رواسب)، إعداد المیرون المقدس كل ثلاث سنوات بالصلوات على مدار یومین وتكون الكمیة حوالي ألف كیلو من المیرون المقدس وزیت الغالیلاون.
ولفت البابا تواضروس في مقالته، إلى أنه قد بدأ عمل المیرون منذ العصر الرسولي حیث أخذ الآباء خلطة الحنوط الموجودة في كفن السید المسیح والتي وضعھا یوسف الرامي ونیقودیمــوس على جسد الرب(یو:۱۹ ۳۹)، وكذلك الأطیاب التي أحضرتھا المریمات (مر:۱٦ ۱)، ومزجوھا بزیت الزیتون البكر النقي وقدسوھا بالصلاة وكلمة الله وجعلوھا دھن مقدس لسر مسحة الروح القدس وخاتمًا للمؤمنين بعد تعميدهم.
وتابع ویعتبر القدیس البابا أثناسیوس الرسولي (۳۷۳-۲۹٦م) ھو أول من عمل المیرون في تاریخ كنیستنا في مدینة الإسكندریة اعتمادا على ما أحضره القدیس مار مرقس الرسول معه من الحنوط والأطیاب بعد خلطھا في زیت الزیتون التي عملھا الآباء الرسل. واستمر بعد ذلك عمل المیرون في كنیستنا حوالي ٤۰ مرة خلال عصور مختلفة. وربما یكون التاریخ قدأغفل ذكر عمل المیرون في تاریخ بعض البطاركة بسبب بعض الظروف الاقتصادية أو السياسية أو غيرها.
مكونات الميرون
وتابع: أنه ویتكون المیرون المقدس من إضافة 27 مادة زیتیة عطریة مستخلصة من أجزاء نباتیةبطرق علمیة وبأسالیب وإمكانیات وأجھزة خاصة، إلى زیت زیتون بكر وعالي النقاء ومنتج في أدیرتنا القبطیة، مع الصلوات والقراءات الكتابیة وبحضور أعضاء المجمع المقدس من الأحبار الأجلاء الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكھنة وألحان الشمامسة وعلى مدار یومین في دیر القدیس الأنبا بیشوي في وادي النطرون وحضور الآباء الرھبان من أدیرتنا العامرة وكذلك حضور الأمھات الراھبات وكل الشعب وتكتمل ھذه الفرحة بالقداس الإلهي في الیوم الثاني
وأشار أن كلمة ميرون تعني طيب الرائحة العطرية التي نلاحظها أثناء التحضير، لأننا لا نستخدم النار التي كانت تتسبب في أن تتبخر هذه الزيوت العطرية مع الماء وبخار الماء كما أن وجود الماء مع الزيت يفسد العطور الزيتية على المدي الزمني إذ لا تجانس بين الزيت والماء.
ومن الملاحظات الھامة في طقس إعداد المیرون المقدس ھو قراءة سفر نشید الإنشاد وھي المرة الوحیدة التي یقرأ فیھا ھذا السفر في الكنیسة، وھو السفر الذي جعل المحبة في أسمى معانیھا بین النفس البشریة وعریسھا شخص السید المسیح. كما نلاحظ أن مواد المیرون العطریة 27 مادة ترمز إلى أسفار العھد الجدید وعددھا ۲۷ ً سفرا، وھي تمتزج مع زیت الزیتون البكر الذي یرمز إلى السید المسیح البكر ومحور كل الأسفار المقدسة.
تاريخ صناعة الميرون
أما عن تاريخ صناعة الميرون المقدس فقال كيرلس كمال الباحث القبطي في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الكنيسة القبطية كنيسة عريقة بل كنيسة رائدة كان لها دور القيادة في التاريخ الكنسي ولعبت دورًا هامًا في حفظ العقيدة والإيمان المسيحي عبر العصور، وعندما تبحث في التاريخ تتجلي أمامك مكانة هذه الكنيسة المصرية العظيمة ودورها القيادي في مواقف كثيرة ومن هذه المواقف التي كان للكنيسة القبطية السبق فيه بين الكنائس الجامعة هي ( تكريسها للميرون).
وتابع، قبل الحديث عن الميرون علينا أن نفهم الدهن المقدس في العهد القديم وما يرمز له الزيت ومن وضع فكرة المسحة المقدسة لان بالرجوع للعهد القديم ستفهم أشياء كثيرة موجوده في المسيحية لان المسيح جاء ليكمل ويبني علي الأساس الذي كان قد وضعه منذ القديم فالدهن المقدس أو المسحة قد أمر بها الله لموسي النبي بأن يصنع زيت أو دهن للمسحة من الزيتون النقي ومجموعة من الأطياب
أسماء الميرون
وأوضح: للميرون أسماء عديده منها الزيت، زيت الأوخارستيا ( زيت الشكر ) ، زيت المسحة، المسحة، مسحة الشكر، مسحة سمائية، مسحة سرائرية، ميرون، الميرون المقدس، الميرون العظيم، ختم مواهب الروح القدس
موعد طبخ الميرون المقدس
وأوضح أنه بحسب ما ورد في كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة لأبن كبر في القرن الرابع عشر وكتاب اللالئ النفيسة لشرح طقوس الكنيسة للقمص يوحنا سلامة فأن موعد طبخ الميرون كما ذكروا هو أن ( يتم عمل الميرون في الجمعة السادسة أو في يوم الخميس الكبير ( خميس العهد )، لكن في زمن أنبا مقار التاسع والخمسون فقد عمل الميرون في أسبوع الآلام، لكن لم يستقر عمله في أسبوع البصخة حيث يذكر كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة لأبن كبر الجزء الأول الباب التاسع أن البابا ثاؤفانيوس البطريرك الستون عمل الميرون في الجمعة السادسة كما فعله البابا مينا في الجمعة السادسة أيضًا ( ويشير أبن كبر هنا أن البابا مينا عمله مرة في الجمعة السادسة موافقًا لرأي الرهبان ومرة في اسبوع البصخة موافقًا لرأي الأرخنة ولكن نظرًا لان البابا مينا طبخ الميرون مرة واحدة فمن الممكن أن هذه الأشارة التي ذكرها أبن كبر كانت توضح لما كان البابا مينا ينوي أن يفعله ووجدنا أن البابا أبرام بن زرعة من بعده قد عمله في أسبوع البصخة وأستقر الأمر علي ذلك )، إلا أن جاء البابا أبرام بن زرعه السرياني وقام بطبخه في أسبوع البصخة وكان يطبخ كل يوم طبخه ( يوم الأثنين والأربعاء ) إلا يوم الثلاثاء فكان يطبخ مرتين لذلك يكون عدد طبخاته أربعة مرات كما ورد في اللألي النفيسة في تاريخ الكنيسة الجزء الثاني وظل طقس طبخه في أسبوع الآلام حتي الأن، فكانوا في كل مرة يصفون الزيت ويحفظفي أوعية ثم يطبخ بعده الغاليلاون وكانوا يصلون علي الميرون أغلب أسفار الكتاب المقدس وسفر المزامير، وفي يوم الخميس الكبير بعد صلوات البصخة يحتفل الأب البطريرك والأساقفة بعد اللقان بتقديس الميرون المقدس ويترك في الهيكل حتي يقدس الأب البطريرك عليه في سبت الفرح وليلة عيد القيامة ويجفظ في الهيكل إلي ثالث يوم عيد القيامة حتي يقدس عليه الأب البطريرك للمرة الثالثة وبعد تقديسه تضاف عليه الخميرة المقدسة وتمزج بالزيت ثم يوزعه الأب البطريرك لأستخدامه في الكنائس.
طبخ الميرون عبر العصور
ولفت كان أول من عمل الميرون المقدس كان الأباء الرسل ثم كانوا الأساقفة خلفاء الرسل كانوا يزودون هذه الخميرة المقدسة بزيت الزيتون النقي حتي جاء الجيل الرابع ونفذ أغلب الميرون من كنائس روما وأنطاكية والقسطنطينية ولم يبقي منه سوا في كنيسة الإسكندرية لذلك وجد البابا أثناسيوس ضرورة لطبخ الميرون المقدس بعد أن أخذ موافقه من رؤساء الكنائس علي طبخ الميرون وبالفعل قام البابا أثناسيوس بطبخ الميرون حسب ما جاء طريقة عمله في سفر الخروج وكتب طقس طبخه لأخوته رؤساء الكنائس وأرسل لهم جزء من هذا الزيت مع طقس الصلوات التي تتم عليهلتقديسه.
وتابع: ونجد ثاني بطريرك طبخ الميرون من بعد البابا أثناسيوس هو البابا ثاؤفيلس الثالث والعشرين من باباوت الكرازة المرقسية مؤكدًا أن المراجع الطقسية تشير لأن البابا ثاؤفيلس قد كرس الميرون المقدس في الإسكندرية سنة 400م٬ وأن البابا مقار الأول التاسع والخمسين قد كرس الميرون في دير أنبا مقار سنة ٩٤٠م لكن كتب تاريخ البطاركة لم تذكر سوي قصته مع زيارته لوالدته وأنها بكت لأنه صار بطريركًا كما ذكر الأرشيدياكون رشدي واصف في مجلة الكرمة الجديدة في جدول بأسماء البطاركة الذين صنعوا الميرون أن البابا ثيءؤفانيوس البطريرك الستين قد صنع الميرون مرة واحدة سنة ٩٥٢م في دير أبو مقار وكانت هذه هي المرة الخامسة التي يصنع فيها الميرون في كنيسة الأسكندرية، أما المرة السابعة فكانت في عهد البابا أبرام بن زرعة السرياني البطريرك الثاني والستين في الكنيسة المعلقة بمصر العتيقة، وفي عهد البابا شنودة الثالث تمت صناعته7 مرات أولها كان عام 1981 بدير الأنبا بيشوي وأخرها كان عام 2008 بدير الأنبا بيشوي ومن ضمنهم مرة في أريتريا.
الأماكن التي كرس فيها الميرون:-
وتابع: نجد أن الأماكن التي طبخ فيها الميرون المقدس كانت في كنيسة الإسكندرية ودير أبو مقار والكنيسة المعلقة وكنيسة مرقريوس أبو سيفين مصر القديمة وكنيسة السيدة العذراء حارة روم وكنيسة المرقسية بكلوت بك ودير الأنبا بيشوي وفي أسمرة في أريتريا في عهد البابا شنوده الثالث.
zPCpSvMjsRXwKQNg
zPCpSvMjsRXwKQNg
SGQfvbHWpMlAnwPt
SGQfvbHWpMlAnwPt