تبدأ الكنيسة الصوم الكبير أطول أصوامها في 11 مارس 2024 لمدة 55 يومًا تنتهي بالاحتفال بعيد القيامة المجيد في 4 مايو 2024.
وقال الباحث الطقسي شريف برسوم، في تصريح خاص، ان الكنيسة تنظم قداساها لساعات متاخرة.. في خلال ايام الصوم الكبير وذلك لتسمح للاقباط بالصوم الى اكبر قدر من الساعات.
كما قال القمص أثناسيوس فهمي جورج في كتاب رحلة الكنيسة في الصوم الكبير، تعد القداسات الإلهية اليومية في ساعات متأخرة من أوقات النهار من أهم القواعد الطقسية التي تخص صومنا الكبير، وتأتي أهميتها من كونها مفتاح فهم التقليد الطقسي الليتورجي بروحانيته الأرثوذكسية، بعيدًا عن خطر العقلانية الغربية.
وحرص الكنيسة على دوام يومية القداسات ينير لنا التقليد الليتورجي الأرثوذكسي القبطي بكامله، ولكي نفهم هذا التدبير الكنسي لا بُد أن نشير إلى أن الإفخارستيا دائمًا طابعها الفرح والتعييد، إنها بالدرجة الأولى سر مجيء المسيح وحضوره، سر القيامة وبرهانها، بر الإعلان، والتناول هو نبع المعرفة الكنسية الاختياري والوجودي لقيامة ربنا يسوع المسيح، والقداسات الإلهية اليومية تؤكد على فرحنا بجهاد الصوم.
الإفخارستيا هي المجيء والحضور نفسها، والمعرفة الفائقة العقل والمطلقة في كسر الخبز، حيث ملكوت الله حاضر منذ الآن في الإفخارستيا بالمشاركة في ملكوت الفرح والسلام والغلبة ملكوت الثالوث القدوس المبارك.
ففي الصوم بينما نحن نجوع للطعام الجسدي نأخذ طعام الأبدية وبينما نحن نمتنع عن الخبز البائد نُطعم الخبز السماوي، وبينما نحن نحرم أنفسنا أن جاز أن نقول هذا، فنحن نأخذ كل الغنى والشبع، والتقديس، نصوم لا عن اضطرار بل ببهجة قلب، من أجل حضور المسيح وبشارة الفرح الأبدي لملكوت الله، تاركين الاهتمام الجسداني متطلعين إلى السماويات حيث وطننا الأصلي. وبالتالي نصعد إلى حيث صعد المسيح ربنا لنأكل لا خبز الأرض الذي نصوم عنه بل لنأكل ونشرب على مائدة المسيح في ملكوته الأبدي، ملكوت الفرح والنعيم والإشراق والمجد.