أطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط، دورة تدريبيّة جديدة، ضمن برنامج "إدارة الأزمات واستجابة الكنائس في زمن الكوارث"، خلال الأسبوع الجاري، وذلك بحضور المطران ميشال قصارجي، رئيس الطائفة الكلدانيّة في لبنان، عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط، دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة- مكتب لبنان، بالشّراكة مع منظّمة تير فاند، باستضافة مطرانيّة بيروت الكلدانيّة، الحازميّة- لبنان.
أُقيمت الدورة بحضور المونسنيور رافائيل طرابلسي، النائب الأسقفي العام على إيبارشيّة بيروت الكلدانيّة، والأب خورين، كاهن كنيسة كاتدرائيّة الأرمن الأرثوذكس في زقاق البلاط، بيروت، ومشاركة 120 شخصًا من الإكليروس والمكرّسين والمكرّسات والعلمانيّين والكشّافة والعاملين في الحقل الكنسي من مطرانيّة بيروت الكلدانيّة، إيبارشيّة بيروت للسريان الأرثوذكس، وإيبارشيّة بيروت للأرمن الأرثوذكس.
هدف التدريب إلى تمكين المشاركين وتطوير قدراتهم حول الموضوع المطروح بغية دعمهم وتزويدهم بالمهارات الأساسيّة الّتي تساعدهم على تدريب العاملين في رعاياهم، وهذا ما يخوّلهم بالتّالي على مساعدة الكنيسة في مساندة الأكثر عوزًا وتضرّرًا جرّاء الأزمات والظروف المعيشيّة الصعبة، وذلك على مختلف الصّعد الإنسانيّة والاجتماعيّة والصحيّة والنفسيّة.
تضمّنت الدورة جلسات لاهوتيّة، إنسانيّة وبرامجيّة وأيضًا ورش عمل عديدة، برفقة مدرّبين من مختلف المجالات كانوا قد شاركوا في تدريب سابق حول "إدارة الأزمات واستجابة الكنائس في زمن الكوارث"، وقدّموا بالتّالي خبراتهم ومهاراتهم لمجموعة جديدة من المتدرّبين.
بعد الصلاة الصباحيّة، استُهلّت الدورة بكلمة للمطران ميشال قصارجي شدّد فيها على أهميّة التدريب لا سيّما في ظلّ ما تشهده البلاد من صراعات وأزمات جمّة، شاكرًا مجلس كنائس الشرق الأوسط على هذا التنظيم، حيث سمح لهم باللّقاء معًا وعيش هذه الخبرة بفرح ومحبّة كبيرين.
كما لفت إلى ضرورة تبادل الآراء والخبرات حول سُبل مواجهة الأزمات في لبنان وكذلك مناقشة دور الكنيسة المحليّة وتحرّكاتها في وقت الكوارث، مشدّدًا على الحاجة اليوم إلى تعزيز التعاون والتعاضد والاتّكال على الربّ، فاتحين قلوبنا وضمائرنا وهاتفين معًا "لتكن مشيئتك يا ربّ لا مشيئتي أنا".
من ثمّ، خُصّصت الجلسة الأولى لدراسة من الكتاب المقدّس بعنوان "استجابة كنيسة أنطاكية للمجاعة في أورشليم"، انطلاقًا من أعمال الرسل، مع السيّد جورج مقدسي الياس الّذي تحدّث بإسهاب عن مفهوم الأزمات وأهميّة الكنيسة المحليّة وتحرّكاتها في الاستجابة للكوارث.
أمّا في الجلسة الثانية، فقدّم الشمّاس غارين يوسولكانيان، منسّق وحدة العدالة البيئيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، دراسة من الكتاب المقدّس بعنوان "لماذا يسمح الله بالمعاناة؟"، استنادًا على إنجيل لوقا وسفر صموئيل من العهد القديم، شارحًا على صعيد آخر المدوّنات لقواعد السلوك والسياسات المتّبعة في الكنيسة.
في الجلستين الثالثة والرابعة، قدّمت ماريان كوركيس عرضًا حول الإسعافات الأوليّة لا سيّما النفسيّة خلال حالة الطوارئ، متطرّقةً إلى المعايير الإنسانيّة الدوليّة والسياسيّة المتّبعة للعمل الإنساني.
انتهت الدورة بتقييم من قِبل المشاركين، وصلاة ختاميّة رفعها كلّ من المونسنيور رافائيل طرابلسي، الأب موريس وهبة، من كنيسة الروم الكاثوليك، والشمّاس غارين مالكانيا، من كنيسة الأرمن الأرثوذكس