بالتزامن مع جرائمه فى قطاع غزة منذ ١٠ أشهر، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب جرائم مروعة فى مدن الضفة الغربية المحتلة، من خلال اقتحامها بآلياته العسكرية الثقيلة، تاركًا وراءه عشرات الشهداء والجرحى.
ودعا عدد من قادة الاحتلال الإسرائيلى، فى مقدمتهم وزير الخارجية يسرائيل كاتس، إلى إخلاء مخيم جنين للاجئين فى الضفة الغربية من سكانه، والتعامل معهم مثلما تعامل الجيش مع غزة طوال الأشهر السابقة.
وردًا على هذه التصريحات، قالت كفاية عبيد، شابة فلسطينية من مخيم جنين، إنها فقدت عددًا من أفراد أسرتها خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلى المخيم، مشددة على أن سياسة الاحتلال أصبحت معروفة للجميع، وغايتها واضحة لا تحتمل أى شك.
وأضافت الشابة الفلسطينية: «الاحتلال الإسرائيلى يريد تهجير سكان مدن الضفة الغربية وتدميرها مثلما دمر قطاع غزة، وحاول تهجير سكانه»، مشددة على أن هذا لن يحدث تحت أى ظرف.
وواصلت: «نحن أصحاب الأرض، لن نتخلى عنها أو نسمح لهم بأن يهجرونا منها. سنظل صامدين وثابتين فى أرضنا بإذن الله»، محذرة من أنه «لو حدث تهجير لأهالى المخيم، الكثير منهم لا يعرف إلى أين سيذهب، أو كيف يدبر حاله».
وأكملت: «الكل سيواجه ظروفًا صعبة للغاية حال إجبارهم على ترك المخيم، خاصة فى ظل ارتفاع إيجارات البيوت إلى أسعار فلكية، بسبب الأوضاع التى يعيشها أهل الضفة الغربية، وبالتحديد مخيم جنين».
وتابعت: «الكثيرون ليس لديهم القدرة على دفع إيجارات منازل فى مناطق أخرى، خاصة أن ظروف الناس صعبة جدًا، لذا لو نفذت سلطات الاحتلال قرار التهجير، مثلما عانى الآباء والأجداد فى تهجير ١٩٤٨ و١٩٦٧، سيتشرد العديد من الأسر ويعانى معاناة كبيرة».
وأشارت إلى أن السياسة العنصرية للاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى تُجرى على مسمع ومرأى من العالم أجمع، دون أن يحرك أى ساكن، مضيفة: «شعب فلسطين لم يعد يتوقع من أى دولة أو جهة أو شخص الوقوف معهم، إلا من رحم ربى».
وتابعت: «غزة دُمرت بالكامل، والمجازر فيها مستمرة من دون أى توقف، بالتزامن مع مجازر واقتحامات مستمرة فى مخيم جنين، مع تنفيذ الاحتلال الإسرائيلى سياساته القائمة على القتل والقمع والاعتقالات، وسط صمت تام من العالم».
واختتمت كفاية عبيد بقولها: «سياسة التهجير لن تحدث تحت أى ظرف، وسنظل متمسكين بمخيمنا وأرضنا حتى دحر الاحتلال وطرده من الضفة وغزة، وسيظل جنين شوكة فى حلق الاحتلال، وأهله لن يتركوه أبدًا، فالعمر واحد والرب واحد».
ورفضت شذى يونس، من مدينة جنين، تصريحات وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلى عن تهجير أهالى مخيم جنين، مشيرة إلى أن المخيم فى الفترة الأخيرة لم يعد هو ساحة المواجهة بين المقاومة والاحتلال، بل توسعت المواجهات فى عدة مناطق بمختلف أنحاء المدينة.
وأضافت «شذى»: «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مُطالبة بالوقوف والاعتراض على هذه التصريحات الصهيونية»، معتبرة أن «أونروا» لم يعد لها أى دور حقيقى، سواء فى مخيمات الضفة الغربية أو قطاع غزة.
أما أشواق أبوالوفا، والدة الشهيد عمار محمد فيصل أبوالوفا الذى استشهد برصاص قناص إسرائيلى خلال اقتحام جنين قبل عدة أشهر، فقالت: «لا نتأثر بهذه التصريحات، ولن نترك أرضنا ومخيمنا».
وأضافت والدة الشهيد: «رغم أنف الاحتلال الإسرائيلى وتهديداته المستمرة، سنبقى داخل منازلنا فى المخيم حتى نموت فيها»، مشيرة إلى أن الاقتحامات ما زالت مستمرة، والانتهاكات والاعتداءات من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى لا تتوقف، دون أى رادع.