واصلت الكنائس المسيحية إدانتها الهجوم الإرهابى الذى شنته قوات الاحتلال الإسرائيلى على كنائس أثرية فى قطاع غزة، وكذلك استمرار العدوان الغاشم على كل أبناء القطاع من مختلف الديانات.
وأدان مجلس الكنائس العالمي الهجوم على أحد المباني داخل مجمع كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة. وانهار المبنى التابع للكنيسة، التي تعد من أقدم الكنائس في غزة، جراء الانفجار الناجم عن الهجمات الصاروخية الإسرائيلية، حسب بطريركية الروم الأرثوذكس.
وقال القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: "خلافًا للتقارير التي وردت عن هجوم مماثل قبل أسبوع، فقد أكدت بطريركية الروم الأرثوذكس هذا الهجوم في بيان لها"، وتابع: "صلواتنا من أجل شفاء جميع الجرحى، وتعازينا للبطريرك ثيوفيلوس الثاني ولجميع إخوتنا وأخواتنا الروم الأرثوذكس في المسيح".
وأضاف الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: "إننا ندين هذا الهجوم غير المعقول على مجمع مقدس، وندعو المجتمع الدولي إلى فرض الحماية في غزة على أماكن اللجوء، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ودور العبادة".
الدعوة لإجراء تحقيق جنائى بقيادة الأمم المتحدة
ودعا مجلس الكنائس العالمي إلى استجابة إنسانية عاجلة في غزة، وإجراء تحقيق جنائي بقيادة الأمم المتحدة،
وقال في بيان له: إنه يوجه مجلس الكنائس العالمي، بالتشاور مع رؤساء الكنائس وممثلي المنظمات المسيحية الفلسطينية ضمن المجموعة الاستشارية لمكتب الاتصال في القدس، نداءً عاجلًا لإجراء تحقيق دولي بقيادة الأمم المتحدة في جرائم الحرب العديدة المرتكبة ضد الفلسطينيين المدنيين خلال الصراع الدائر.
وتابع البيان: تشمل هذه الانتهاكات الجسيمة القصف الأخير للمستشفى الأهلي، والذي يبدو الآن أنه محل خلاف حول الجهة المسئولة عن هذا الهجوم غير المفهوم على المدنيين، بمن في ذلك العديد من الأطفال. ويشدد مجلس الكنائس العالمي على الأهمية الحاسمة لتأكيد الحقائق وضمان مساءلة جميع الجناة المسئولين عن الفظائع المرتكبة ضد المدنيين على أمل أن يتم تقديمهم إلى العدالة.
التشديد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع الحالى
وشدد مجلس الكنائس العالمي، كذلك، على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع الحالي، والتي تتشابك بشكل عميق مع عقود من الاحتلال، والحصار الطويل الأمد على غزة، والانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان الأساسية.
وأوضح الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: "إن كنائسنا في الأراضي المقدسة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني. وجميع الناس في الأرض المقدسة يعانون، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. كزمالة عالمية نحن نتضامن مع كنائسنا ونشارك صلواتهم من أجل الشفاء والعدالة".
ودعا "بيلاي" إلى احترام القانون الدولي- بما في ذلك اتفاقية جنيف- والقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان؛ من أجل حماية جميع المدنيين، والإفراج عن طريق التفاوض بحسن نية لجميع الرهائن والسجناء بين جميع الأطراف.
واختتم: "إننا ندعو جميع القادة إلى العمل من أجل السلام العادل في الأراضي المقدسة.. العدالة وحدها ستؤدي إلى السلام وإنهاء الاحتلال والسلامة والأمن للجميع".