تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بحلول أربعاء أسبوع الألام، والمعروف بأربعاء البصخة أو أربعاء أيوب.
لما يُسمى بأربعاء أيوب
قال المؤرخ الكنسي ياسر يوسف غبريال في تصريح له إن أربعاء البصخة يطلق عليه أربعاء أيوب، وفيه تقرأ الكنيسة ميمر أيوب.. الذى احتمل البلايا وصبر عليها واليوم يُرى السيد المسيح مثل ايوب وقد بدأت المشاورات مع يهوذا واقترب المسيح من الجلجثة وآلام الصليب.
وأيضا يطلق عليه أربعاء أيوب لأن حسب التقليد الشعبى فى مصر وبعض الدول العربية.. يرون أن اليوم هو الذى تخلص فيه أيوب من آلامه وشفاه الله.
ما هي البصخة؟
كلمة "بصخة" أو "البسخة" هي الصورة اليونانية لنفس كلمة "فصح" العبرية "بيسح " ومعناها "الاجتياز" أو العبور" وتطلق على فترة أسبوع الآلام. وقد نُقِلَت بلفظها تقريبًا أو بمعناها إلى معظم اللغات. فهي في القبطية واليونانية "بصخة "، وفي العربية "فصح"، وفي الإنجليزية "Pass-over".
من جانبه يقول البابا الراحل شنودة الثالث عن أسبوع الألام: إن أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة، وأكثرها روحانية.. هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل في قصة الفداء.
وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث، كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة، ومن التأملات والتفاسير الروحية. ويسمونه أسبوع الآلام، أو أسبوع البصخة المقدس، أو الأسبوع المقدس.
ففي اللغة الإنجليزية يقولون عنه The Holy Week (الأسبوع المقدس)، وكل يوم فيه هو أقدس يوم بالنسبة إلى أسمه في السنة كلها. فيوم الخميس مثلًا يسمونه The Holy Thursday أي الخميس المقدس. ويوم الجمعة يسمونه The Holy Friday أي الجمعة المقدسة، وهكذا.. وكان هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة، يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم، ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل.
كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم، ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة. ولا يعملون عملًا على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة، والاستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة.. ما أكثر الناس الذين يأخذون عطلة في الأعياد والأفراح، وفي قضاء مشاغلهم. ولكن ما أجمل أن نأخذ عطلة لنقضيها مع الله في الكنيسة.