في خطوة تعكس تجاهله المطالبات الدولية بوقف العنف والتزام الحل السلمي، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية العسكرية ضد قطاع غزة، ويستهدف رفح، أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية لا يمكن إصلاحها. وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا مفصلًا عن الحرب والموقف الدولي والأمريكي منها، مؤكدة أن نتنياهو يعتمد على الحرب كوسيلة لضمان أمن إسرائيل والقضاء على حماس، وأن الولايات المتحدة لا تستخدم نفوذها للحد من تصعيده.
وفي وقت تتزايد فيه المخاوف من وقوع مجزرة إنسانية في رفح، يتجاهل نتنياهو الضغوط والمطالبات الدولية بوقف النار والتزام الحل السلمي.
من جانبها، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن نتنياهو يعتقد أن الحرب هي السبيل الوحيد لضمان أمن إسرائيل واسترداد الجنود الأسرى لدى حماس، وأنه لا يوجد بديل عن القضاء على الحركة الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر دبلوماسية وسياسية، أن العديد من الدول والمنظمات الدولية حذرت من أن هجوم إسرائيل على رفح، التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا مثيل لها في التاريخ، وسيزيد من معاناة الشعب الفلسطيني ويعرقل فرص السلام في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله، إن إسرائيل تخاطر بإحداث كارثة إنسانية جديدة، ودعاها إلى احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأشارت الصحيفة إلى أن زعماء أستراليا وكندا ونيوزيلندا أصدروا بيانًا مشتركًا، أدانوا فيه العملية العسكرية في رفح، ووصفوها بالكارثية، وطالبوا إسرائيل بالاستماع إلى أصدقائها والتوقف عن العنف.
وأضافت الصحيفة أن رئيسي وزراء إسبانيا وأيرلندا راسلا الاتحاد الأوروبي، محذرين من أن إسرائيل قد تخالف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد، ومطالبين بمراجعة عاجلة للعلاقات معها.
إسرائيل ترفض الدعوات الدولية للسلام
في المقابل، أكدت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو واليمين المتطرف، ترفض كل العروض الدولية والأمريكية التي تهدف إلى إنهاء الحرب وتعزيز السلام والتطبيع مع الدول العربية الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين الإسرائيليين، بينهم عضو في حكومة نتنياهو، قولهم إن إسرائيل لن تتمكن أبدًا من القضاء على حماس بالكامل، وأن الحرب تسبب أضرارًا بالغة للمدنيين، وتثير أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وانتقدت الصحيفة دور إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، معتبرة أنها لا تستخدم نفوذها للحد من تصعيد نتنياهو، وأنها تتحمل المسئولية عن تدمير غزة.
بايدن لا يريد كبح نتنياهو
التقرير أشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "لا ترغب في استخدام ما لديها من نفوذ لكبح جماح نتنياهو"، وقال مايكل حنا من مجموعة الأزمات الدولية، إن "الضغوط الأمريكية على إسرائيل يجب أن تتجاوز الكلمات الصارمة والمحادثات الغاضبة المسربة".
وأضاف حنا: "الولايات المتحدة اليوم متواطئة في تدمير غزة".