سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على الانتخابات التشريعية الفرنسية التي جرت أمس، وسيطر على نتائجها في الجولة الأولى اليمين المتطرف، حيث يواجه السياسيين الذين لطالما دعموا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطر فقدان مناصبهم، ما يجعل ماكرون معزول سياسيًا ويدخل فرنسا في أزمة دستورية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
ماذا ينتظر فرنسا بعد صعود اليمين المتطرف؟
وتابعت الصحيفة، أنه يمكن أن يبقى ماكرون في منصب الرئيس حتى تنتهي فترة ولايته عام 2027، لكنه لن يكون قادرا على فعل الكثير لمنع تبني القوانين التي أقرتها أغلبية اليمين المتطرف أو سن سياسات جديدة في حالة وجود برلمان معلق.
وتابعت أن نتائج انتخابات أمس، أثارت قلقًا واسعًا في العديد من العواصم الأوروبية، حيث تعد فرنسا أحد الأعضاء الأصليين في الاتحاد الأوروبي، وثاني أكبر اقتصاد فيه وقوة دافعة في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير، أن المخاوف تتزايد من تقويض اليمين المتطرف الفرنسي للدعم الأوروبي الموجه لأوكرانيا وموقفها من روسيا، وتتحدى لوبان بالفعل سيطرة ماكرون على السياسة الخارجية والدفاع الفرنسيين، وتقترح أن يلعب الرئيس دورًا أكثر شرفًا كقائد أعلى للقوات المسلحة.
ارتباك وطريق مسدود
وأشارت إلى أنه من الممكن أن يؤدي برلمان معلق في فرنسا إلى زعزعة استقرار السياسة الأوروبية، وقال مجتبى الرحمن، المدير الإداري لأوروبا في مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارات المخاطر السياسية، إن فرنسا تبدو وكأنها تتجه نحو طريق مسدود وارتباك مع الجمعية الوطنية بشكل لا يمكن التوفيق فيه.
وأكدت الصحيفة أنه من نواح كثيرة، كان تصويت الأحد بمثابة استفتاء على ماكرون، الذي أسس حركة على صورته وقلب السياسة الفرنسية رأسا على عقب عندما أصبح أول رئيس حديث منتخب من خارج أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط التي هيمنت على السياسة الفرنسية لعقود من الزمن.
وبعد أن تغلب على لوبان مرتين في انتخابات الرئاسة، في عامي 2017 و2022، كان أنصار ماكرون ينظرون إليه باعتباره استراتيجيا سياسيا بارعا وربما السياسي الفرنسي الوحيد القادر على عرقلة صعود اليمين المتطرف.
لكن بيير ماثيو، أستاذ العلوم السياسية في معهد العلوم السياسية في ليل، قال إن تحالف ماكرون الوسطي قد ينهار في الأيام المقبلة، مضيفًا أن يمين الوسط سيعيد تنظيم نفسه بدون ماكرون.