أكد نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين الفلسطينيين بشكل متعمد في ظروف بالغة الخطورة، مشيرًا إلى استشهاد ستة صحفيين اليوم، من بينهم الزميلان أنس الشريف ومحمد، إضافة إلى عدد من المصورين وطاقم قناة الجزيرة الذي قُصف في مزرعة بشكل واضح.
وأوضح الأسطل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى منع الصحفيين من أداء واجبهم المهني والإنساني في نقل الحقيقة وكشف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لطمس الحقائق وحجب الصورة عن العالم، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لمبادئ الصحافة واتفاقيات جنيف.
وكشف الأسطل عن أرقام صادمة منذ بداية العدوان على غزة، حيث ارتقى 238 صحفيًا من أصل 1050، وأصيب 500 آخرين، فيما اضطر 240 منهم لمغادرة القطاع تحت التهديد المباشر بالقصف والتدمير، وتشرد أكثر من 800 صحفي بعد تدمير منازلهم، ليعيشوا نزوحًا داخليًا قاسيًا في الخيام أو على الطرقات، ومع ذلك، ما زالوا يواصلون تغطية الأحداث رغم المخاطر.
وأشار إلى أن الاحتلال منع دخول 3300 صحفي أجنبي إلى غزة، بينهم 821 وصلوا إلى إسرائيل وطلبوا الدخول، لكن تم رفض طلباتهم حتى خلال فترات الهدنة، في محاولة لإخفاء ما وصفه بـ"جرائم حرب وإبادة جماعية وتجويع" يرتكبها بحق سكان القطاع.
وشدد الأسطل على أن الاحتلال يستهدف الصحفيين لحرمان العالم من المعلومة الحقيقية وأهوال الحرب والجرائم التي يرتكبها من تجويع وقصف وقتل وسط صمت وخذلان من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنًا أمام كل هذه الجرائم.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف حازم لوقف هذه الانتهاكات، مؤكدًا أن صمت العالم شجع الاحتلال على مواصلة استهداف الصحفيين وحرمان العالم من الوصول إلى الحقيقة.