البابا تواضروس الثانى: ملتقي لوجوس حقق كل أهدافه وفي مقدمتها الارتباط الوثيق بمصر
19.08.2025 17:14
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
البابا تواضروس الثانى: ملتقي لوجوس حقق كل أهدافه وفي مقدمتها الارتباط الوثيق بمصر
Font Size
الدستور

نشرت الكنيسة القبطية الارثوذكسية مقالا للبابا تواضروس الثاني عن ملتقي لوجوس الذي اختتم أوائل الشهر الجاري. 

 

وقال البابا تواضروس الثاني في مقالته: على مدار ثمانية أيام من 26 يوليو إلى 3 أغسطس 2025، كان ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية من حول العالم، تواجد فيه حوالي 300 شاب وشابة من قارات العالم الخمس بين مشاركين ومنظمين وفنيين في برنامج الملتقى “العودة إلى الجذور”، مع وضع شعار هذا العام: “متصلون” Connected. وقد استغرق التحضير لهذا الملتقى أكثر من عام، وقام بالتنسيق العام في كل مراحل الملتقى أبونا يونان سمير (إيبارشية المعادي) الذي كان صديقًا وقائدًا وخادمًا لجميع المنظمين والمشاركين.

وتابع: بدأت فكرة الملتقيات منذ عام 2018م كعمل مدروس ومخطط له جيدًا لتقديم خدمة شبابية رفيعة المستوى تحقق عدة أغراض منها: العودة إلى جذور الكنيسة القبطية على أرض مصر والتمتع بهذه الجذور الحية.. وكذلك تحقيق الارتباط القومي بين الشباب والشابات في حضن كنيستهم، وأيضًا التعارف على ثقافات ولغات متنوعة من البلاد التي قدم منها الشباب. والعمل على صيانة وحدة الكنيسة مع انتشارها الواسع خارج مصر في أكثر من ستين دولة بصورة عملية. ودائمًا أذكر إن هذه الملتقيات مثل خيط السبحة التي تضم حبات عديدة ولكن في ارتباط وثيق وكأعضاء في جسد المسيح الواحد حيث “القلب” في مصر التي نشأت على أرضها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرن الأول الميلادي مما جعلها واحدة من أقدم كنائس العالم ورائدة بين الكنائس في إيمانها وتاريخها وتقاليدها ودورها المسكوني. 

تعقد هذه الملتقيات بنظام دوري متكرر: 

1- سنة شباب من خارج مصر 

2- سنة شباب من داخل مصر 

3- سنة لكل خدام وخادمات الملتقيات

 

وأضاف أن أهم ما يميز هذه الملتقيات أنها من “شباب إلى شباب”، فالعمل والإعداد والتنسيق وفقرات البرنامج خلال أيام الملتقى يقوم بها شباب تلقى إعدادًا وتحضيرًا جيدًا، حيث يقدمون خدمتهم إلى شباب قادم من الخارج أو من إيبارشيات داخل مصر… وتبدأ الخطوة الأولى بعد تحديد الموعد، بأن يرشح الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة في الإيبارشيات من يمثِّل الإيبارشية بعدد محدد متساوي من الجنسين.. وبعدها يتم التواصل عن بُعد on-line بين المرشحين الذين سيشاركوا في الملتقى وبين المنظمين والذين يخدمون من خلال مجموعات عمل متخصصة.

وتابع: يطيب لنا أن نشكر الجهات الحكومية التي ساهمت في إنجاح الملتقى من وزارات الخارجية والهجرة والسياحة والآثار ومطار القاهرة والقوات المسلحة والجهات الأمنية وترتيبات الوصول والسفر والتنقل إلى مقاصد عديدة في يسر وسلام. 

ورغم أن تفاصيل الملتقى عديدة جدًا، إلا أننا نستطيع أن نضع عشرة أبعاد أساسية شملت كل فعاليات الملتقى: 

الأول البعد الرسمي: من زيارات وزير السياحة والآثار السيد شريف فتحي، ونائب وزير الخارجية والهجرة السيد/ نبيل حبشي، مع العديد من السفراء في القاهرة، وكذلك مقابلة بعض المسؤولين في المواقع التي زارها الملتقى. لقد قدَّم السيد وزير السياحة مشكورًا هدية فرعونية لكل المشاركين في الملتقى وكان لها وقع جميل على نفوسهم.

ثانيًا البعد الكنسي: من إقامة القداسات والتسبيحات والترانيم بلغات مختلفة وسط أجواء روحانية مشبعة للجميع. كما قاموا بخدمة للصغار في أحد بيوت الخدمة بصورة مبهجة. 

ثالثًا البعد السياحي: زاروا البحر الأبيض والبحر الأحمر وتعرفوا على جمال مصر الغنية بمقاصدها وجوها وجغرافيتها المتميزة وحضروا الصوت والضوء في قلعة قايتباي بالإسكندرية. 

رابعًا البعد الأثري: انبهروا بالمتحف المصري الكبير GEM والمتحف الروماني اليوناني بالإسكندرية وشاهدوا عظمة مصر وتاريخها القديم. 

خامسًا البعد الديري: كانت زيارة دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر سببًا في سعادتهم لأن معظمهم أول مرة يزوره، وهو أول دير في العالم، وصلوا قداسات روحانية مفرحة. كما زاروا عدة أديرة أخرى في وادي النطرون. 

سادسًا البعد الشبابي: كان المشاركون من 44 دولة منها 15 دولة لأول مرة يحضر منها شباب إلى مصر مثل توجو/ بوليفيا/ أندونيسيا/ زامبيا.. وقد تكونت بينهم صداقات عديدة وتشاركوا معًا في كل الفعاليات. 

سابعًا البعد الثقافي: اطلعوا على ثقافات عديدة مع لغات عديدة.. لأول مرة كان معنا شابة من بوليفيا تتحدث الأسبانية واحتاجت شابة أخرى لكي تترجم لها. كما عقد قداسة البابا معهم ثلاث حلقات نقاشية للقادمين من (أوربا- أسيا وأفريقيا وأستراليا– الأميريكتين). كذلك كان المعرض الذي ضم  حوالي 20 جهة عارضة لنشاطها واهتماماتها العديدة.

ثامنًا البعد الفني: كان من أجمل الفقرات التي قاموا بها الفقرة الفنية والأشغال الإبداعية التي حققوها بفضل خدمة مركز السفينة للإبداع بكنيسة العذراء سموحة– الإسكندرية. وكذلك حفلات الافتتاح والختام بكل العروض التي تمت فيها. 

تاسعًا البعد التعليمي: تم من خلال استضافة شخصيات قبطية ناجحة في المجتمع المصري وتناقشوا معهم عن خبراتهم ورؤياهم. كما كانت فرصة حضور اجتماع الأربعاء لقداسة البابا حيث حدثهم عن خمسة جذور متصلة لهم في مصر كما أجاب عن أسئلتهم العديدة. 

عاشرًا البعد الكتابي: وكان يشمل جميع فقرات البرنامج بالإضافة إلى جلسات درس الكتاب العميقة روحيًا وكنسيًا. 

وختم: "من دواعي الفخر أن ملتقى هذا العام يأتي وسط احتفالات الكنيسة بذكرى مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقيه المسكوني الأول عام 325، ولذلك كان حفل الافتتاح بلوحات مسرحية وتمثيلية حول هذا الموضوع، كما كانت هناك أمسية درامية بديعة قدمها فريق التمثيل في كنيسة العذراء أرض الجولف بصورة إبداعية راقية. 

لقد حقق الملتقى كل أهدافه وفي مقدمتها الارتباط الوثيق بمصر ومكانة مصر بحيث عاد المشاركون إلى بلادهم وقد صاروا بالحقيقة سفراء حقيقيين عن مصر وواقعها وجمالها ومقاصدها السياحية العديدة إلى جانب کنيستها الأصيلة والأمينة على تاريخها ووطنيتها المجيدة مقدمين الشكر لله ولكل الآباء والأخوة الذين ساهموا بجهدهم وأفكارهم وعطاياهم في تدعيم الملتقى ورسالته النبيلة للأجيال القادمة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.