أيادٍ مرفوعة بالدعاء إلى الله وتمتمات على سجادة الصلاة ترجو التوفيق لابنتها التي غادرتهم إلى بطولة دولية يتنافس بها العشرات من اللاعبين، تلاحقت دقات قلبها كلما اقترب موعد المباراة المحدد فجرًا بتوقيت مصر: «صحيت من الساعة 2 بالليل أصلي وأدعيلها وأعيط عشان عايزاها تفرح»، تقول الحاجة شادية والدة لاعبة منتخب مصر البارالمبي «رحاب رضوان» صاحبة الميدالية الفضية الثانية لمصر في بارالمبياد طوكيو 2020 في منافسات 50 كيلوجرامًا لرفع الأثقال، في بداية حديثها لـ«الوطن» بعد ساعات من فوز ابنتها.
دعاء الأسرة قبل المنافسة
استعدادات نفسية لتهيئة اللاعبة البارالمبية، ابنة محافظة الشرقية، حرصت أسرتها، وعلى رأسهم زوجها ووالداها، على دعمها بكل الوسائل، وما أن انطلقت البطولة وجاء يوم المنافسة فجر الجمعة حتى اجتمعت الأسرة فجرًا لمتابعة الحدث على الهواء والدعاء لابنتهم، وبحسب رواية الأم «صُمنا مخصوص اليوم ده عشان ندعيلها وإحنا صايمين ووقت اللعب اتجمعنا كلنا نتابع ونبكي وندعي».
«بنتها في تانية ابتدائي وبكت من بكايا وأنا بدعيلها» تستكمل والدة اللاعبة البارالمبية رحاب رضوان حديثها لـ«الوطن» أجواء الانتظار التي عاشتها الأسرة قبل إعلان فوزها بالميدالية الفضية في رفع الأثقال: «قالت لي يا ماما نفسي أجيب الميدالية الدهب عشان أفرّح بنتي».
بكاء بعد خسارة الذهبية
انتهت المنافسة التي خاضتها اللاعبة رحاب رضوان في بارالمبياد طوكيو 2020 بحصولها على المركز الثاني والميدالية الفضية، وحطمت بذلك الرقم القياسي البارالمبي بعد رفعها ثقلاً بلغ 117 كجم في المحاولة الأولى، لتحتل المركز الأول في الترتيب، لتعود في المحاولة الثانية وتنجح في رفع ثقل 120 كجم، إلا أنها فشلت في المحاولة الثالثة «121 كجم» لتحصد الميدالية الفضية.
ما بين الحزن على خسارة الميدالية الذهبية والرضا بما كتبه الله، اختلطت مشاعر اللاعبة الثلاثينية التي تواصلت مع أسرتها عقب انتهاء المنافسة بوقت قليل، وفي أول تعليق لها لوالدتها قالت: «كان نفسي آخد الذهبية، الكباتن بتوعي كانوا مستنيين مني الميدالية الدهب لكن الحمد لله»، تروي الأم تفاصيل المكالمة وبكت هي الأخرى من بكاء ابنتها، وسط فرحة الأسرة بنجاح ابنتهم المخلوطة بالحزن على خسارة المركز الأول.