لعلى ادرك !
تتثاقل خطواتى
ارفع يدى فتسقط سريعا بجوارى فى ضعف ،
مابين نوم ويقظة اقوم
افتح النافذة
فتختفى الحجرة بظلمتها
ويغشى الوجود نور لذيذ
ولا توجد ابعاد او نهايات
وانسى ان ارتدى ساعتى !!
واترك هاتفى !!
وحتى مفاتيحى لا اعلم اين هى !!
اقف فى فراغ مضئ
اتطلع للشجرة وقد افرخت واورقت
وهناك فى الاسفل اوراق ذابلة
غطاها رماد واصبحت سمادا !!
انظر لاغصان الشجرة
فأجد براعم يغطيها ندى بللورى كثيف
وارى ثمرتها جميله ومبهجة ومحيية !
امد يدى لالتقط فلا أمس الثمرة !!
واطير مع الشجرة فى فراغ هائل
لا اسمع الا صمتاً يكاد يُلمس من فرط السكون .هناك مايبطأ طيرانى
لا اريد ما يثقلنى ابداً
امد يدىّ لانزع ملابسى ،
فأجدنى عاريا ولا اعلم !
ساعة ادركت اننى لا املك شيئا!
ساعتها فقط
بدأ يخف ثقلى
واطير اسرع
اعلو
واعلو
واعلو
نظرت تحتى
صغر كل شئ !البشر المتطاحن ،
المبانى المشيدة ،
الجبال العالية ،
الاودية والانهار ،
الكل صغر جدا ،
جدا
جدااا
+صغر حتى الاختفاء ...
تنفست هواءا جديدا
ذادت سرعتى وتعلمت التحليق
+وعرفت لذة الارتقاء....
+حلقت عاليا فى الفضاء
وكأنى اسبح حرا فى عمق الصفاء
نظرت واذا الكل اصبح ضئيلاً
+والمحيط كنقطة زرقاء ....
ضحكت على ايام جهلى وصباى
+ضحكت حتى البكاء....!
ضحكت طفولتى وسذاجتى
وتعجبت على نفاية
+كادت تحرمنى السماء
زال خوفى وجوعى وعطشى
+أدركت معنى الارتواء
نظرت فرأيت سماءا جديدة
ورايت ارضا جديدة
فتلاشى الماضى كحلم
+ونسيت ارض الفناء
ادركت ذاتى
عرفت حقيقتى
لمست سرا اخفىّ اجيالاً
زفرت بعمق وراحة
+ادركت سر الفداء
سمعت لحنا عذبا
ترنيمة جديدة
صوتا اذاب قلبى
وجدتنى تعلمت لحناً
+ومن قبل لم اكن
اجيد الغناء
حياة جديدة
لا موت فيها
ولا حزن ولا دموع
كل مافيها دائم
كل مافيها حقيقة
كل ما فيها صادق
+كل مافيها نقاء
فى قيامتى حياة
فى صحوتى شفاء
ولكنى مازلت فى غفوتى
مازلت سجين غرفتى
ويحى من ينزع عنى خيمتى !
+ومتى يتم الرجاء
متى ارقد لأقوم بغير رقاد
اترك ثقلى وانفض الرماد
افيق من حلمى هذا
+متى اترك
ارض الشقاء
متى حقاً انطلق ؟
فقد سئمت قبض الهواء !
متى تنتهى ايام غربتى
فلم اعد اطيق
البقاء ،،
قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ،
فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ
وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. (رو ١٣ : ١٢)