تحتفل الكنيسة اللاتينية بوداع عيد الظهور الإلهي، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان أندراوس قد سمع كلام النّبي موسى هذا: "يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثْلي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتكَ، فلَه تَسْمَعون" .. أمّا الآن، فقد سمع يوحنّا المعمدان يصرخ قائلاً: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" . وفورما رآه، أتى إليه تلقائيًّا. تعرّف إلى النبيّ الذي أعلنت عنه النبوءة، وقاد أخاه بيده نحو ذاك الذي وجده. لقد أرى بطرس الكنز الذي لم يكن يعرفه: "وَجَدْنا المَشيح"، ذاك الذي كنّا نرغب فيه. كنّا ننتظر مجيئه، فلنتأمّله الآن. وجدنا ذاك الذي حثّنا صوت الأنبياء على انتظاره. أتى هذا الزمن بذاك الذي أعلنت عنه النعمة، ذاك الذي رجا الحبّ رؤيته.
العظة الاحتفالية
ذهب أندراوس بحثًا عن أخيه سمعان وشاركه كنز تأمّله. قاد بطرس إلى الربّ. والعجيب في الأمر أنّ أندراوس ليس تلميذًا بعد، وقد أصبح صيّاد بشر. من خلال التعليم، بدأ يتعلّم واكتسب كرامة الرسول. "وَجَدْنا المَشيح". بعد تلك الليالي الكثيرة من الأرق على ضفاف نهر الأردن، وجدنا الآن جلّ ما نصبو إليه. كان بطرس ميّالاً إلى الاستجابة لهذه الدعوة. كان أخ أندراوس، وتقدّم يحدوه الحماس والاستعداد للإصغاء..
لاحقًا، سيتميّز بطرس بسلوكه الرائع، وسيكون مدينًا بذلك إلى ما زرعه أندراوس. غير أنّ المديح الموجّه للأوّل انعكس أيضًا على الآخر، لأنّ برّ الأوّل هو ملك للآخر فيما تمجّد الأوّل ببرّ الآخر.
يا الله تكرّم واسكب فينا من حبِّك لكي نحبّ الله كما يليق به. املأنا من حبّك...، لكيلا نعود نعلم أن نحبّ سواك أيّها الأزليّ. وعندها لا تستطيع مياه الأمطار الغزيرة ولا فيضان الأنهار ولا مياه البحر أن تطفئ فينا شعلة المحبّة الكبرى على حسب قول نشيد الإنشاد: "المِياهُ الغَزيرةُ لا تَستَطيعُ أَن تُطفِئَ الحُبّ والأَنْهارُ لا تَغمُرُه" أيّها الرّب يسوع، فليتحقّق فينا بنعمتك، ولو جزئيًّا، تقدّم الحبّ هذا.