
قال الدكتور عباس شراقى أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى تقابل مع عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني، وأكدا إصرار مصر والسودان على الوصول لاتفاق شامل وملزم بشأن سد النهضة، لأن هناك اقتراحا من إثيوبيا أن تكون المفاوضات على الملء الثانى فقط وتأجيل بقية النقاط الخلافية إلى ما بعد التخزين.
وأضاف الدكتور عباس شراقى، فى تصريح خاص لـ"صدى البلد": “هذا الحديث سمعناه أيضا من المبعوث الأمريكى، ويبدو أن هذه كانت مبادرة الاتحاد الأفريقى أيضا لأن رئيس الكونغو زار مصر والسودان وإثيوبيا وقيل إنه يحمل مبادرة جديدة، ورغم أنه لم يفصح عنها إلا أنها تحمل نفس وجهة النظر الإثيوبية فى التركيز فى المفاوضات على الملء الثانى فقط”.
وأكد أن "ذلك مرفوض تماما من مصر والسودان لأنه منذ عشر سنوات يتم التفاوض ولم نصل لشيء، وعندما يتم الملء الثانى بـ13,5 مليار سيصبح السد هو حامى نفسه، فلن نستطيع أن نتفاوض مع إثيوبيا بعد ذلك، وسيؤكد هيمنة إثيوبيا على النيل الأزرق وعلى باقى مراحل بناء سد النهضة وعلى بناء سدود أخرى.
وأوضح أن إثيوبيا تتوقع أن تملأ 13,5 مليار متر مكعب فى شهر يوليو رغم أن كل الشواهد تؤكد أن الإنشاءات الهندسية تشكك فى ملء هذا الرقم لأنها متعثرة ولا تتم بالطريقة التى تتمناها إثيوبيا.
وأشار إلى أن المبعوث الأمريكى شعر بخطورة الموقف وعندما عاد لأمريكا أصدرت الحكومة الأمريكية بيانا ضعيفا لا يليق بها لأنه لا يبين أن لأمريكا دورا رئيسيا فى المفاوضات، وكل ما جاء به هو سرعة التفاوض والوصول لحلول استنادا إلى إعلان مبادئ سد النهضة 2015، بالإضافة إلى بيان قيل فى لقاء قمة مصغرة بين الدول الثلاثة فى يوليو الماضى مع الاتحاد الأفرقى وليس به شيء.
ونوه إلى أن هذه البيانات ليست بها تفاصيل، لافتا إلى تجاهل البيان الأمريكى مفاوضات واشنطن التى استمرت حوالى 4 أشهر، وتم مناقشة جميع النقاط الخلافية ووصلنا لصياغة نهائية، وكان من المفترض أن يبنى على هذا الاتفاق، وإذا كان هناك نقاط يعترض عليها الجانب الإثيوبى تتم مناقشتها، وما حدث هو تجاهل البيان الأمريكى لهذه الفترة، بالإضافة إلى عدم إشارته لمفاوضات مصر والسودان والاتحاد الأفريقى برئاسة جنوب أفريقيا العام الماضى، وهى استمرت كثيرا أيضا.
وقال إنه تجاهل أيضا بيان القمة الأولى فى يونيو، والذى جاء به عدم اتخاذ قرار أحادى، وعدم الإدلاء بتصريحات تضر بالمفاوضات، وتشكيل لجنة فى خلال أسبوعين تصيغ اتفاقا، وفى جميع الأحوال نترقب أن يعيد الاتحاد الأفريقى النظر مرة أخرى فى اقتراحه بأن تكون المفاوضات على الملء الثانى فقط لأنه مرفوض، وأن يقنع إثيوبيا لأن الوقت يداهمنا فلدينا أسابيع قليلة وما لا توضحه إثيوبيا أنها بدأت بالفعل فى مراحل التخزين وإن كانت قليلة حوالى مليار متر مكعب فقط من المياه.
وأوضح أن قمة الإليزيه ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الدول العظمى هو توطيد للعلاقات معهم، خاصة الدول التى لها عضوية دائمة فى مجلس الأمن لأن الباب مفتوح أمام مصر للجوء لمجلس الأمن .
وأضاف أن “المذكرة التى قدمتها مصر لمجلس الأمن من قبل كانت لإخطار مجلس الأمن، ومن ضمن ما جاء فيها أن مصر تناشد الأمم المتحدة دعم الاتحاد الأفريقى فى مفاوضاته الحالية لسد النهضة، لكننا إن لجأنا بشكل مباشر لسد النهضة سيكون لنا اتفاقات واضحة وهى وقف إنشاءات السد للوصول لاتفاق والعودة للوصول لاتفاق ملزم قبل التخزين”.
وأكد أن “مصر تجدد الثقة فى الاتحاد الأفريقى رغم ضعف قدراته، لأنه فى عام 2019 كانت مصر رئيس الاتحاد، فإن كانت هناك آلية للضغط كنا استخدمناها فى هذه الفترة، لكننا نعطى الفرصة للاتحاد ونثبت للعالم حسن نيتنا بأنه لا مانع فى السير للمفاوضات مع أى طرف، والأهم لديها هو الوصول لاتفاق”.