تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس، حاليًا بفترة الصوم الكبير، وعلى خلفية الاحتفالات نشر الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية إجابة الاب الراحل اثناسيوس حنين عن سؤال هل الصوم الكبير له ان يقلق الانسان الروحى؟ وذلك تحت شعار "رحلة من الباطنية الداخلية الى العبادة العقلية"
وجاء بالاجابة: يسوع علمنا أن لا نقلق ان لا نهتم بامور الطعام والشراب والكساء بل أن نلقى عليه كل همومنا. "لا تهتموا قائلين ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس. فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها"
الصوم الكبير هو رحلة وسفر من الباطنية الجوانية بمعناها الروحى والدنيوى (وليس باطنية الفرق الدينية الذين يخفون عقائدهم). الباطنية مطرح الايقونة الالهية والتألوهات والابداعات الانسانية الى العبادة العقلية – اللوغوسية - المدركة والعارفة والساجدة، الى الانسان الكامل، رفيق الله الآب فى يسوع بالروح.
الصوم هو سلاح فعال فى يد الروح .الصوم بوعى روحى ورصيد سجودى هو صراع مع المسيحية المزيفة، والتى تعطى شعورا فريسيا كاذبا بالسعادة والأطمئنان.
مسيحية المظاهر الفريسية والمتكبرة الطوباوية والفراغ الروحى والجفاف اللاهوتى. ديانة "روح البطالة والفضول والكلام البطال وحب الرئاسة"، كما يقال في صلاة القديس أفرام، وكلها انحرافات جسدية وأمراض نفسية وعقد اجتماعية.
الصوم هو أعادة تزييت ماكينة النفس وترطيب الجسد. لهذا تتعدد السجدات والمطانيات، في صلاة القديس افرام، كأحد مميزات العبادة بالروح والحق فى مسيرة ورحلة الاربعين. وهنا الكنيسة لا تفصل النفس عن الجسد، الانسان بكليته موضوع الصوم.
الصوم هو اعادة الجسد الى دوره الحقيقى كحامل الروح وحياتها، وسفيرها فى الارض. الجسد هو الـ"حامل الروح" ["Πνεύμα το φορος" (بنفما تو فوروس)] الحقيقى.