يحتفل المصريون بمرور 10 سنوات على ثورتهم الكريمة في 30 يونيو، ومع هذه الاحتفالات نلتفت الى اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالشباب المصري في الخارج، فمع اقتراب شهر أغسطس من كل عام تتجلى مجهودات الكنيسة في زراعة الانتماء المصري في كل قلب كل شاب مصري في بلاد المهجر، إذ أن الشباب في كل مؤسسة واعية هم محور الاهتمام بصفتهم عماد الغد والمستقبل.
مينا موريس، الخادم المتخصص في خدمة الشباب الجامعيين والخريجين، والواعظ في اجتماعات الشباب، قال في تصريح خاص، إن الكنيسة تهتم بشباب الأقباط في المهجر بشكل كبير، ولا تهتم بهم فقط روحيا واجتماعيا بل تهتم بهم قوميا إذ ان الكنيسة دائما ما تحاول ربطهم بمصر.
وأوضح موريس أن الكنيسة لأجل ذلك السبب قامت بعمل 4 ملتقيات في اغسطس بشكل سنوي من 4 سنوات وهي ملتقايات العودة للجذور التي يشارك بالحضور فيها البابا تواضروس شخصيا والذي يسعى بكل قوته ان يطمئن على ان محبة مصر محفورة في قلب كل شاب مصري في بلاد المهجر.
وعن تلك الملتقيات قال البابا تواضروس شخصيا: في عام ٢٠١٤ قمت بأول زيارة إلي كندا وذلك بعد تجليسي بنحو عامين، وقضيت هناك شهرا كاملا في زيارة كنائسها و معالمها، وفي زيارة أحدي الكنائس وقف كورال الأطفال – أولاد وبنات في العاشرة من عمرهم – ينشدون بعض الترانيم الجميلة ومن بينها ترنيمة قالوا فيها: يا رب بارك اشجار كندا.. ونجوم كندا.. وانهار كندا.. وشوارع كندا.. ولم يذكروا أي شئ عن مصر..!.
وقتها استشعرت خطرا إن هذه البراعم الصغيرة سوف تنسي مصر الأرض التي نشأت عليها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. وليس هم فقط ولكن أيضا خدامهم وخادماتهم..وعندما عدت إلي مصر فكرت كثيرا ماذا نعمل لأجل هذه الأجيال من دول كثيرة وابيارشيات عديدة.. وبدأنا التنفيذ بانشاء مركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي في أحضان دير الانبا بيشوي بوادي النطرون في مصر وراعينا أن يكون مركزا متكاملا في خدماته وإمكانياته وأيضا على أعلى درجة من الضيافة والإقامة ويستوعب حوالي مائتي فرد.. وافتتحناه أوائل عام ٢٠١٦.
وفي نهاية عام ٢٠١٧ بدأنا مجموعة من الآباء والخدام والخادمات التخطيط الدقيق لإقامة “الأسبوع العالمي الأول لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية” والذي تم في أغسطس ٢٠١٨ تحت شعار العودة للجذور وكان أسبوعا ناجحا وفاق ما كنا نتوقع.
وتكونت أسرة شبابية قبطية عالمية من قارات العالم الخمس ومن حوالي ثلاثين إيبارشية قبطية خارج مصر قوامها مائتي شاب وشابة في تواصل وتعارف ومحبة روحية تشملهم جميعا وعلي أرض مصر التي انبهروا بها وارتبطوا بنا كآباء وخدام وخادمات ثم جاء معظمهم مرة ثانية في ٢٠١٩ وقضوا أسبوعا في خدمات عديدة.. وصارت مصر وكنيستها هي وجهتهم وما يشغلهم واشتياقهم الدائم للارتباط بها بكل صورة ممكنة.
وبسبب هذا النجاح الكبير قررنا أن يكون هذا اللقاء كل عامين لمجموعات جديدة من الشباب القادم من خارج مصر وبالتبادل كل عامين للشباب من داخل مصر..هذا ملامح تطوير في خدمة الشباب وارتباطهم بالكنيسة وتعرفهم علي جذور كنيستهم العظيمة وتواصل محبوب بينهم يشبع رغباتهم في المعرفة والسفر والزيارة والصداقة والمحبة والشبع الروحي النقي وتجديد في أنشطة حياتهم ورؤيتهم الواسعة للحياة المستقيمة.