نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، متحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية، تصريح مترجم عبر تدوينه بحسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كان للأب الراحل أثناسيوس حنين والذي ترجمه من كتاب "الصوم الكبير" للأب ألكسندر شويمان عن الأسباب اللاهوتية والليتورجية وراء ظهور خدمة المقدسات السابق تقديسها في الصوم الكبير.
وجاء فيه أن القاعدة الليتورجية تمنع إقامة القداس الإلهي في وسط أيام الأسبوع أثناء الصوم؛ لأن الليتورجيا القيامية لا تتفق مع الصوم والحزن، فالليتورجيا هي فرح العروس بحضور العريس "أبناء الملكوت لا يصومون ما دام العريس معهم"، وهي التهاب القلب فرحا عند كسر الخبز، إذ إن الليتورجيا هي عمل فصحى وقيامي وطقس فرح.وأوضح الأب ألكسندر شويمان، أن الإفخارستيا هي عيد الكنيسة، وأقامتها لا تتناسب مع أجواء الصوم الحزينة، لهذا لا يقام القداس الإلهي سوى أيام السبت والأحد. أما في أيام الأربعاء والجمعة فيتم إقامة خدمة المقدسات السابق تقديسها والتناول في المساء بعد الصوم إلى الغروب. ويتم أخذ المقدسات من أفخارستيا يوم الأحد أو السبت، ويتم الاحتفاظ بها في علبة خاصة فوق المذبح.
وأضاف شويمان "أن قاعدة خدمة المقدسات السابق تقديسها قد تم نسيانها في كثير من الرعايا والكنائس، وخاصة التي كانت عرضة للتأثيرات اللاتينية والغربية واستبدلت القاعدة الليتورجية القديمة بقداديس يومية" خاصة "و" تذكارات "تقام أثناء الصوم، الأمر الذي لا يتفق مع الطابع القيامي والفصحى للإفخارستيا كما عرفها وعاشها وذاقها المسيحيون الأوائل.
وحتى في الأماكن التي حافظت عليها، لم يتم بذل الجهد الرعوي والروحي لتجاوز التطبيق الشكلي لهذه الممارسات الليتورجية القديمة والأصيلة. هذه القاعدة الليتورجية، أي إقامة خدمة المقدسات السابق تقديسها، لهي تتجاوز إطار الصوم وتنير التقليد الليتورجي الأرثوذكسي والأباتي بكامله"