تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة صوم أهل نينوى المعروف شعبويا باسم صوم يونان.
وقال الباحث الكنسي مينا قصدي، في تدوينة له منذ قليل، إن اسم يونان النبي يعني باللغة العبرية يونة أي حمامة أو المتألم، واسم والده أميتاي الذي معناه (الحق) وهو من سبط زبولون يهودي العقيدة، ولا يوجد في العهد القديم أي إنسان آخر اسمه يونان أو أميتاي، وهو من أهالي جت حافر على بعد ثلاثة أميال من الناصرة.
وأضاف الباحث الكنسي، تنبأ يونان النبي في أيام يربعام الثاني ملك السامرة، وتنبأ برد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالًا وإلى بحر العربة وخليج العقبة جنوبًا، وكان موضوع نبوءته إنقاذ بني إسرائيل من ظلم الأراميين "، وكانت نبوءته مطبوعة بطابع وطني أدبي خلقي كنبوءة هوشع وعاموس، وهذا النوع من النبوات كان يصادف هوى في قلوب الشعب العبراني وقصته مكتوبة في سفر يونان.
و تابع "قصدي"، كان يونان أحد أنبياء إسرائيل الصغار، ورغم أنه عصر يربعام الثانى كان عصر ازدهار سياسي، إلا أنه كان عصر انحطاط روحي، لأن يربعام عمل الشرفي عيني الرب، "لم يحد عن شئ من خطايا يربعام بن بنياط الذي جعل إسرائيل يخطئ، فإن يونان تمسك بوطنيته بغيره شديدة حتى إنه لم يشأ أن يلبي دعوة الرب له للذهاب إلى نينوى لإنذار أهلها، لأن شرهم قد صعد أمام الرب، لأنه كان يعلم أن أشور هي الآلة الذي سوف يستخدمها الرب لعقاب أمته إسرائيل.
و أرسله الرب إلى يربعام ليؤكد له نجاحه في استعادة تخوم مملكته، وومن عجب أن النبي الذي كان شديد التعصب لقوميته ، هو نفسه النبي الذي اختاره الرب ليرسله إلى أمه معادية لشعبه، وهو كاتب سفر يونان الذي يبدو فريدًا بين أسفار الأنبياء إذ إنه سفر تاريخي أكثر منه نبوي، فلم تكن النبوة التي كلفه بها الرب سوى خمس كلمات