في ذكراه.. الروم الأرثوذكس: القديس ميناس كان شغوفا بالعسكرية منذ صباه
20.11.2022 12:23
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
في ذكراه.. الروم الأرثوذكس: القديس ميناس كان شغوفا بالعسكرية منذ صباه
حجم الخط
الدستور

يحيي أبناء كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر، ذكرى القديس ميناس والمعروف بين صفوف الاقباط باسم مارمينا العجائبي، والذين يحيون ذكره يوم 24 من نوفمبر الجاري، اذ يعتبر من أشهر القديسين في مصر والعالم.

وقال مركز الكنيسة في بيان رسمي  انه ولد القدّيس ميناس المصري في أواسط القرن الثالث للميلاد، واستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (296-304 م). 

شغف بالعسكرية منذ حداثته، فلما اشتّد عوده انخرط فيها. وقد كان قويّ البنية، مغواراً، رجل انضباط. عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيماً زاهداً. 

No photo description available.

وفي ذلك الزمان جمع القائد الروماني فرميليانوس فرقاً شتى من العسكر تمهيداً لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زوّدها بتوجيهات من ضمنها أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام القيصر.

وكان ميناس نازلاً، يومذاك، فرقة في فيرجيا، في آسيا الصغرى. فما أن طرقت أذنيه أوامر القيادة العسكرية العليا حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع سيره وألقاه أرضاً وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر مسكنة الضواري خيراً من مساكنة عبدة الأوثان وهؤلاء أكثر بهيمية من أولئك.

وأقام ميناس في الجبال ردحاً من الزمان ناسكاً عابداً. وقد ساعدته تنشئته العسكرية على ضبط أمياله ومحاربة أهوائه إلى أن بات قوياً في الروح، ثابتاً، راسخاً مستعدّاً للمهمّات الصعبة. 

عتئذ جاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد. فقام ونزل على المدينة، قيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف: " ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حسّ فيها!".

فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة. وحالما استعادوا رشدهم انقضّوا عليه وأشبعوه ضرباً ولكماً، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة وقام بتعذيب شاهد آخر للمسيح. 

عمد الحاكم إلى السؤال عن القديس: "من هذا الوقح وما مكانته؟!" فأجاب ميناس بكلّ جرأة وقال: "أنا من مصر واسمي ميناس. كنت ضابطاً في الجيش. ولكن لما رأيت عبادتكم للأصنام رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحيّ الحقيقي وحده...". 

وحاول الحاكم استمالته بأن يزحزحه عن موقفه، أولاً بالتهديد والوعيد ثم والوعود، لكنه أخفق. إذ ذاك أسلمه للمعذّبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة. ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره. ولكن، تمكّن مؤمنون من استخراج بعض عظامه. وقد جرى نقلها، فيما بعد، إلى الإسكندرية.

في التراث أن ظهورات القدّيس ميناس وعجائبه لا تعد ولا تحصى، وقد عرفه المؤمنون معيناً لهم في الشدائد والضيقات ومؤدباً للكفرة والمنافقين. 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.