أنت مالك! ...بقلم حمدى رزق
04.06.2019 06:32
Articles مقالات
حمدى رزق - المصرى اليوم
أنت مالك! ...بقلم حمدى رزق
حجم الخط
حمدى رزق - المصرى اليوم

بقلم حمدى رزق

لا يمرر الرئيس السيسى خطابًا فى مناسبة دينية، تحديدًا ليلة القدر إلا ويبذل محاولة حثيثة لخلخلة الأفكار المهيمنة على العقل المصرى بفعل عقود من الكراهية المزمنة التى يستبطنها بعض الذين جبلوا على كراهية المسيحيين.

 

الرئيس ونفر من المستنيرين يكافحون الكراهية بلا كلل وبأمل، ولكنها للأسف كراهية متغلغلة فى نفوس خبيثة، فيروس الكراهية ضرب البلد، ينتقل كالوباء بين الناس بالأَنْفَاس، إنهم ينفثون حمماً فى وجوه إخواتنا المحبين، يكرهونهم كراهية التحريم، ويكفرونهم فى قعور بيوتهم، ويضيقون عليهم فى الطرقات، وكما أحرقوا كنائسهم يوماً بطول البلاد، يودون لو لم يبصروها بأعينهم من فرط حقد قلوبهم.

 

الرئيس يتساءل حزينًا عما وراء هذه الكراهية البغيضة: ما غضاضتك فى أن تبصر كنيسة أمامك.. يجب أن تفتش عن كمال إيمانك.. أنت مالك.. (من حديث الرئيس)، لسان الحال يغنى عن السؤال، ما ضركم أن تصدح بالتراتيل كنائسهم، أكلما تقرر فتح كنيس للصلاة يهيج نفر من الناس، ويكبرون لإسقاط الصليب!.

 

لماذا تستقبل أنت القبلة وتحرم أخاك من استقبال المذبح، لماذا تصلى يوم الجمعة وتحرم عليهم قداس الأحد، كلها أيام الله، وكلها بيوت الله يذكر فيها اسمه، لماذا هذا الذى يجرى وكأنه قدر مكتوب على جبين المسيحيين لازم تشوفه العين؟

 

هذا الرجل (السيسى) حقًا فطرته سليمة، ومواطنته جلية، ولا يتأخر عن طلبات إخوته ومواطنيه، وعلاقته فريدة ببابا المصريين، ويصطفيه فيمن عنده، ويدعو له البابا فى صلواته، ويقف على تعويض الأقباط عن عقود مضت من الأحزان الطائفية.

 

هذا الذى ينجزه السيسى فى بناء المواطنة يحتاج إلى معونة صادقة من الإمام الأكبر وعلماء الأزهر، الرئيس لا يؤذن فى الفراغ، هذا حق مستوجب وواجب دينى قبل أن يكون أخلاقيًا، بعض نجوع مصر وقراها حبلى ببذور طائفية فاسدة، لا تعكس أبدا وجه مصر الجديدة، مصر التى تفخر بأبنائها المسيحيين محافظين ووزراء وعمداء.

 

مصر 30 يونيو تبنى الكنائس، كما تبنى المساجد دون تمييز، ويوصى الرئيس أن يفتتح الإمام الطيب كنيسة ميلاد المسيح، ويفتتح البابا تواضروس مسجد الفتاح العليم، يضرب مثلا فى السماحة الدينية، نموذجًا ومثالًا لوطن نتمناه جميعًا، وطن يعيش فينا، وطن عشناه كما تمنيناه قبل الهبوب الصحراوى.

 

الرئيس لا ييأس، ولا يملك رفاهية اليأس، هناك بصيص من النور فى نهاية النفق، لكن رجوات الرئيس لن تفتح كوة فى الحائط المصمت، فى ظل صمت مريب على فحيح أفاعى الطائفية، يبخون سمًا فى بئر الوطن.

 

الطائفية تحتاج إلى معالجات خاصة فى البنية الأساسية الفكرية للقاعدة الشعبية تبنى على دراسات معمقة، تقف على الأسباب، وتقترح العلاجات، وتذهب إلى تطبيق القانون حازمًا صارمًا، تنقى الأرض من الحشائش الضارة، وتحرث الأرض من تحت أقدام المتهوسين دينياً، الأرض طبلت من نشع الطائفية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.