أيدت إسرائيل بشكل أساسي إطار اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة المقترح، والأمر الآن متروك لحماس للموافقة عليه، حسبما قال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية، ما يمثل انفراجة كبيرة في المفاوضات، قبل استئناف المباحثات مرة أخرى في مصر اليوم الأحد، حيث يسعى الوسطاء إلى وقف حرب غزة قبل شهر رمضان الكريم.
تحرك مصري قطري عاجل
وقال مسئول أمريكي، في تصريحات لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، إن "هناك اتفاقًا مطروحًا على الطاولة" لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق حماس سراح المحتجزين بما في ذلك المرضى والجرحى والمسنين والنساء.
وتابع: "من الضروري أن نرى وقفًا لإطلاق النار في غزة، وأن يكون الطريق إلى وقف إطلاق النار واضحًا ومباشرًا.. هناك اتفاق إطاري، وقد قبله الإسرائيليون بشكل أو بآخر، فإذا وافقت حماس على الاتفاق سيتم وقف إطلاق النار بداية من اليوم ولمدة 6 أسابيع".
وقال مسئول مصري كبير إنه من المتوقع أن يتلقى الوسطاء مصر وقطر ردًا من حماس خلال محادثات القاهرة المقرر أن تبدأ اليوم الأحد.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الوسطاء الدوليين يعملون منذ أسابيع للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال قبل أن يبدأ شهر رمضان المبارك، ومن المرجح أن يسمح الاتفاق أيضًا بوصول المساعدات إلى مئات الآلاف من الفلسطينيين اليائسين في شمال غزة الذين يخشى مسئولو الإغاثة من تعرضهم لمجاعة وشيكة.
وتوصلت إسرائيل وحماس إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر، وأسفرت الهدنة التي استمرت 7 أيام عن إطلاق سراح حوالي 100 محتجز- معظمهم من النساء والأطفال والأجانب- مقابل إطلاق سراح حوالى 240 فلسطينيًا تعتقلهم إسرائيل، فضلًا عن توقف قصير للقتال.
وأكدت الشبكة أن المحادثات تأتي وسط انتقادات متزايدة بشأن يأس مئات الآلاف من الأشخاص، الذين يكافحون من أجل البقاء في شمال غزة، الذي تحمل وطأة الحرب الوحشية.
ويقول سكان شمال غزة إنهم يبحثون في الأنقاض والقمامة عن أي شيء لإطعام أطفالهم، الذين بالكاد يتناولون وجبة واحدة في اليوم، وبدأت العديد من العائلات بخلط طعام الحيوانات والطيور مع الحبوب لخبز الخبز.
ويقول مسئولو الإغاثة الدولية إنهم واجهوا جوعًا كارثيًا، وقالت منظمة الصحة العالمية إن ما لا يقل عن 10 أطفال ماتوا جوعًا، وفقًا لسجلات المستشفيات في غزة.
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، هذا الأسبوع، إن واحدًا تقريبًا من كل ستة أطفال دون سن الثانية في الشمال يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال، وهو أسوأ مستوى من سوء التغذية لدى الأطفال في أي مكان في العالم، وإذا لم يتغير شيء، فإن المجاعة وشيكة في شمال غزة.
وتابع سكاو أن الناس تغلبوا على الشاحنات التي تنقل المساعدات الغذائية، واستولوا على ما في وسعهم، ما أجبر برنامج الأغذية العالمي على تعليق عمليات التسليم إلى الشمال.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 115 فلسطينيًا على الأقل قتلوا وأصيب مئات آخرون يوم الخميس أثناء تدافعهم للحصول على مساعدات.
وقال شهود ومسعفون إن القوات الإسرائيلية فتحت النار، بينما تدعي إسرائيل أن العديد من القتلى تعرضوا للدهس خلال تدافع فوضوي للحصول على مساعدات غذائية، وأن قواتها أطلقت طلقات تحذيرية بعد أن تحرك الحشد نحوهم بطريقة تهديدية.
وقالت الدائرة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، إن عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا أو جرحوا في الفوضى أصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلي، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي.