عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًا، بميناء الإسكندرية، تحدث خلاله عن أهمية تلك المشروعات، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، واللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، واللواء بحري نهاد شاهين، رئيس الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، وذلك عقب تفقده عددا من المشروعات الخدمية والتنموية بمدينة الإسكندرية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن جولته بدأت اليوم بتفقد منطقة محمد نجيب، التي يجري بها حاليا تنفيذ أعمال مشروعات فصل صرف مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي، من خلال مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار، لافتا لما تعانيه محافظة الإسكندرية من تداعيات نتيجة للتغيرات المناخية التي تواجه مصر ومختلف دول العالم، وهو ما انعكس على حجم وكثافة الأمطار التي تشهدها المحافظة.
كما لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن محافظة الإسكندرية لديها شبكة مياه لصرف الأمطار منفصلة عن شبكة مياه الصرف الصحي، إلا أنه خلال فترة سابقة من الفترات تم إلغاؤها ودمجها مع شبكة الصرف الصحي، وقال إن حجم كمية الأمطار التي من الممكن أن تتساقط في يوم واحد وقت النوات يفوق سعة شبكة مياه الصرف الصحي، وهو ما يؤدي إلى تراكم المياه بكميات كبيرة والتأثير على حركة المواطنين، وتفاديا لحدوث مثل هذه المشكلات، تم البدء من العام الماضي في تنفيذ منظومة متكاملة لفصل شبكة صرف الأمطار عن شبكة الصرف الصحي؛ للعمل على سرعة تصريف كميات المياه الناتجة عن الأمطار وتوجيهها إلى مجموعة من البحيرات والمصارف والاستفادة منها كذلك في زراعة أراضي مشروع الدلتا الجديدة، المشروع العملاق الذي تتبناه الدولة المصرية.
وأكد رئيس الوزراء أن الجانب الذي تم تنفيذه في إطار هذا المشروع شمل ثلاث مناطق وأسهم في التعامل مع كميات مياه الأمطار التي كانت تسقط خلال فترات النوات، وهو ما انعكس بالإيجاب على رضا المواطن السكندري على ما يتم تنفيذه من أعمال تتعلق بهذا المشروع المهم، وذلك بالنظر لدوره في حل وإزالة المشكلات التي تواجه المواطنين وقت حدوث النوات.
وأضاف رئيس الوزراء أنه جار حاليا تنفيذ منطقتين في غاية الأهمية أيضا، هما منطقة سموحة ومنطقة محمد نجيب من خلال مجموعة من الشبكات التي يتم تنفيذها من جانب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، موضحا أنه كان من المقرر أن يستغرق تنفيذ المشروع نحو ثمانية أشهر بداية من شهر مايو الماضي، وفي حالة الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذه كنا سنواجه موسم الأمطار، مستدركا بالقول بأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعهدت بالعمل على الانتهاء من مختلف أعمال المشروع قبل بدء هذا الموسم، أي بحلول شهر نوفمبر المقبل على أقصى تقدير.
وفي السياق نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي أنه بالانتهاء من هذا الجزء سيكون تم إنجاز نحو ٤٢٪ من المناطق التي كانت تتأثر بصورة كبيرة جراء سقوط الأمطار الغزيرة، منوها إلى أنه سيتم العمل بشكل مستمر للانتهاء من أعمال فصل الشبكات لمختلف المناطق التي تمثل نقاطا ساخنة داخل محافظة الإسكندرية.
ثم تطرق رئيس الوزراء إلى تفقده نفق السادات ٤٥، لافتا إلى أهمية هذا المشروع في حل المشكلات والاختناقات المرورية التي تواجه هذه المنطقة، مؤكدا أن المشروع تم تنفيذه على أعلى مستوى حضاري، وذلك بما يتضمنه من عدد من العناصر الجمالية، بالإضافة إلى الممشى المخصص للمشاة، الذي تمت إقامته على نفس نمط كوبري ستانلي ، موضحا في هذا الصدد أن المشروع تم الانتهاء منه وجاهز للافتتاح، وأن المواطنين يستفيدون حاليا مما تم تنفيذه من أعمال ضمن هذا المشروع الحضاري.
كما نوّه رئيس الوزراء لتفقده أعمال مشروع تطوير المتحف اليوناني الروماني، وقال: لا بد أن يصاحُب ذلك تطوير المنطقة المحيطة بالكامل، حيث من المقرر أن ننتهي من تطويرها بالفعل خلال ثلاثة أشهر بحد أقصى، وبحلول نهاية شهر يونيو سوف يتم الانتهاء من أعمال تطوير المتحف.
ثم انتقل الدكتور مصطفى مدبولي إلى الحديث عن تفقده أعمال التطوير الشامل التي تتم حاليا في ميناءي الدخيلة والإسكندرية، مؤكدًا أنه بالرغم من أن حجم التطوير الذي تشهده الموانئ وتنفذه الدولة المصرية في الوقت الراهن إلى جانب إنشاء ومد وإطالة الأرصفة بما يُمكن مصر من أن تصبح مركزًا لوجستيًا في البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، إلا أن ميناء الإسكندرية يظل دائمًا هو الأكبر؛ حيث يتخطى حجم الأعمال التجارية التي يتم تداولها من خلاله 60% من إجمالي التجارة المصرية، مؤكدا وجود رؤية متكاملة لهذا الميناء، أو مجموعة الموانئ "الدخيلة والإسكندرية"، حيث سيكون ميناء المكس رابطا بينهما؛ بما يُشكل ثلاثة موانئ كمنظومة متكاملة تكون بمثابة أكبر ميناء على مستوى حوض البحر المتوسط.
وفي هذا الإطار، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته لوجوده بصحبة الفريق كامل الوزير، وزير النقل، في محطة تحيا مصر، لتفقد اللمسات الأخيرة لذلك المشروع العملاق؛ تمهيدًا لافتتاحه خلال الأيام القليلة المُقبلة.
كما أوضح رئيس الوزراء أنه تم تفقد رصيف 100 بميناء الدخيلة، والذي سيكون بمجرد اكتماله من أكبر وأهم الأرصفة على مستوى حوض البحر المتوسط، مؤكدًا أن السفن العملاقة والضخمة التي تتحرك على مستوى العالم ستكون قادرة على التواجد في ميناءي الدخيلة والإسكندرية.
وقال مدبولي: سيتم تفعيل تجارة الترانزيت، بأفضل صورة ممكنة، ويمثل ذلك أهمية كبيرة؛ لأنها ستشكل مستقبل التجارة العالمية، موضحًا أن المجلس الأعلى للاستثمار ناقش مسألة وضع حوافز استثنائية لـ "تجارة الترانزيت"، موضحا أنه يتم ربط الموانئ المصرية مع الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية ومناطق التخزين داخل الجمهورية من خلال شبكة قطارات سريعة، وأشار في هذا الشأن إلى أن هدف القطار السريع الذي يربط بين السخنة والعلمين ومطروح مرورًا بالإسكندرية، أن يكون ممرًا لوجستيًا كبيرًا للغاية يربط البحرين الأحمر والمتوسط، وستكون إحدى النقاط التي سيتوقف عندها في ذلك الميناء، لنقل الحاويات الموجودة سواء إلى داخل مصر أو إلى منطقة السخنة من خلال خطوط السكك الحديدية.
وفي هذا الصدد، وجه رئيس الوزراء الشكر إلى السيد وزير النقل ومسئولي الوزارة والسيد محافظ الإسكندرية وقيادات المحافظة على حجم العمل الذي نشهده اليوم والذي يهدف إلى بناء جمهورية جديدة لمصر.
كما أكد رئيس مجلس الوزراء أن حجم الأعمال التي تم تنفيذها اليوم والتي تمت خلال فترة تراوحت من 3 إلى 4 سنوات كانت ستستغرق بالمقاييس الطبيعية من 10 إلى 15 عامًا، لكن هذا العمل الجاد يستهدف تعويض مصر عن فترة لم تشهد فيها مثل هذه النوعية من المشروعات التي توفر اليوم فرص عمل عديدة، وتسهم في تفعيل التجارة البينية، وتعظيم قدرات الدولة لتكون مركزًا إقليميًا وعالميًا لتلك النوعية من التجارة التي مكّنت مصر من تصدير كميات كبيرة من خلال هذه الموانئ، بالإضافة إلى جذب أكبر الشركات العالمية التي تدير كل تلك البنية الأساسية الضخمة التي تتم في الدولة الآن.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة المصرية لا تستهدف إنشاء بنية أساسية فقط، لكنها تريد أيضًا ضمان استدامتها وكفاءتها وصيانتها على أعلى مستوى طبقًا للمواصفات العالمية، مما يؤكد أهمية وجود شركات عالمية في تلك المشروعات؛ لضمان التشغيل الكفء والكامل لهذه المحطات، وكذا نقل خبراتها إلى مصر.