تحتفل الكنيسة القبطية وأيضًا الكنيسة الإثيوبية بعيد الصليب المجيد غداُ الإثنين 27 سبتمبر المقابل لـ” السابع عشر من توت “والذي يأتي توقيت الاحتفال به بعد الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، وبعد هذا أصبح الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب، وأتخذه الإمبراطور قسطنطين الكبير علامة النصرة في كل حروبه.
وكانت قد بنيت الكثير والكثير من الكنائس على اسم الصليب في العالم وأيضاً في مصر ، فنذكر منها (كنيسة الصليب المقدس دمشق- كنيسة الصليب حلب – كنيسة الصليب بالمعادى بمصر ).
أما أقدم كنيسة بنيت في مصر على اسم الصليب هي كنيسة الصليب أو ” دير الصليب المقدس”، والذي يقع على بعد 6 كيلومترات بزمام حاجر دنفيق بمركز نقادة، جنوب محافظة قنا، بالضفة الغربية لنهر النيل، المواجه لقرية قرقطان
على الطريق السريع الرئيسي بين نقادة والأقصر والدير، وحتى بداية منتصف السبعينيات كان يقع على حافة الصحراء من جميع جوانب.
أول ذِكْر لـ”دير الصليب والانبا شنوده” في الوثائق الرسمية كان في القرن السادس
في سيرة حياة القديس بسنتاؤس (548-631 م.)، حيث رسم القديس الأنبا أندراس رئيسًا للدير.
فكان الذِكر الأول للدير في القرن السادس الميلادي،
ولكن ربما كان الدير قائمًا من القرن الخامس الميلادي..
وظل الدير قائمًا ومليئًا بالرهبان حتى الفتح الإسلامي.
وفي القرن الثالث عشر أشار إليه المؤرخ أبو صالح الأرمني.
وفي عام 1668 ميلادية ذكره الآباء الكابوتشيان والفرنسيين الرحَّالة الأوربيين.
وفي مارس من عام 1901 م. زار الدير المهندس سومرز كلارك الذي رسم له تخطيطًا مِعماريًا دقيقًا.
وفي عام 1917 ميلادية أزيلت مباني الدير تمامًا وتحوَّلت إلى أنقاض، وحلَّ موقعه المبنى الجديد المُقام الآن، وذكره القمص عبد المسيح صليب المسعودي في كتابه تحفه السائلين باسم (دير الصليب والقديس أنبا شنوده).
عمارة الدير القديمة:
كان الدير قديمًا يتكون من ثلاث كنائس، غير المُلحقات القائمة على خدمات الدير
وداخل هذا الدير توجد كنيسة الصليب التي تعد الثانية على مستوى العالم المسماة باسم الصليب بعد كنيسة القدس، وشيدت الكنيستين الملكة هيلانة وإلى جوارها توجد كنيسة العذراء.
زيت مذبح كنيسة الصليب
تعد هي الكنيسة الأصلية المنشأة بالقرن الرابع والخامس وبها 3 مذابح الأوسط باسم الصيب والشمالي باسم مارجرجس والجنوبي باسم الرسل، وشيدت الكنيسة على الطراز البزليكي مستطيلة الشك بأبعاد 18 مترا في 11 مترا مقسمة إلى 3 أروقة وتنتهي في الناحية الشرقية بالمذبح وحضن الأب والكنيسة القديمة كانت مليئة بالزخارف القبطية وأيقونات القديسين.
ميزتان
إنه تم ترميم الكنيسة تحت إشراف هيئة الآثار ويعلوها 15 قبة، مشيرا إلى أن هذه الكنيسة تتميز عن غيرها بأنه يوجد بها مذبحان بهيكلة الأوسط في ظاهرة فريدة وغير مسبوقة وهذه الظاهرة وجدت بعد سنة 103 وبني المذبح الأثري في الهيكل الأوسط وقد لوحظ نزول زيت من المذبح القديم الأثري في معجزة تبين قداسة المكان.
الأعمدة المستخدمة في الكنيسة هي الأعمدة القديمة المأخوذة من المعابد الفرعونية ويوجد بها النقوش عليها تدل على ذلك.
مغطس أثري قديم
يوجد على الناحية اليسرى من الكنيسة مغطس أثري تم اكتشافه أثناء الترميم وهو يرجع إلى العصر ما بعد القرن الرابع عشر ويتخذ قاع المغطس شكل صليب قبطي، أما مذبح الكنيسة الأوسط به مذبحان على اسم الصليب المقدس والبحري على اسم رئيس الملائكة ميخائيل والقبلي على اسم يوحنا المعمدان”.
يوجد كنيسة العذراء مريم الملاصقة للكنيسة وتتكون من مذبحين الأول على اسمها والثاني على اسم الأمير تاوضروس المشرقي، كما يوجد مذبح يحمل أيقونة الأميرة هيلانة التي أنشأت هذه الكنيسة.
توجد رواية تشير إلى أنه لمح ضوءا ساطعا من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلي بالذهب فمد الأمير ابنه الملكة هيلانة يده إليها فخرجت منه نار وأحرقت أصابعه فأعلمه الرجل المسيحي أن هذه قاعدة الصليب المقدس”.