
"إمام المسجد شيطان ومينفعش نصلي وراء الشيطان.. ده إبليس وكان لازم يموت ولما دخل المسجد في صلاة الجمعة دخل معاه 40 شيطان.. فقتلت الشيطان".. بهذه الكلمات بدأ الاستاذ الجامعي، المنسوب إليه تهمة القتل العمد للإمام زاوية الرحمة، أثناء صلاة الجمعة، أمس الجمعة، والذى يقع في شارع الأمراء بمنطقة فيصل التابعة لحي الهرم، حديثه أمام جهات التحقيق، أثناء مناقشته حول ملابسات الواقعة.
وأضاف المتهم "أحمد. م" 42 استاذ جامعي (مفصول) في التحقيقات قائلا: "أنا رحت عشان أصلي الجمعة ولما شفت الأمام حسيت إن هو شيطان ودخل معاه شيطان، كأنه إبليس حضر في الكلام.. طلبت منه أن يقرأ آية الكرسي ومكنش عارف يقرأ الآية، أتأكدت إن هو شيطان.. فقتلته".
وعقب تسجيل اعترافات المتهم، أصدرت النيابة قرارًا بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات أن جهات التحقيق، سوف تفحص الأوراق المقدمة من أسرة المتهم التي تفيد بأنه يعاني من انفصام في الشخصية، وكان يعالج لدى طبيب نفسي وانقطع عن العلاج منذ فترة زمنية.
وأضافت المصادر أن النيابة قد تقرر عرض المتهم على الطب النفسي لتوقيع الكشف الطبي عليه لبيان عما إذا كان يعاني من مرض نفسي من عدمه.
وكشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية التي جرت تحت إشراف اللواء دكتور مصطفي شحاتة مساعد أول وزير الداخلية، لقطاع أمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء مدحت فارس مدير المباحث الجنائية أن المتهم من سكان المنطقة المجاورة للمسجد، وكان متزوجًا في شقة مستأجرة بنظام الإيجار الجديد من زوجته الثانية منذ 5 سنوات، وانفصل عنها منذ 3 أشهر.
وأضافت التحريات التي جرت بمعرفة العميد أسامة عبد الفتاح رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد راسخ مفتش مباحث الهرم أن المتهم كان متزوجًا من سيدة آخري في محافظة المنيا وهي مسقط رأسه وأنجب منها ولدين وبنت ويقيمون مع والدتهم في المنيا، لكنه كان يقيم مع زوجته الثانية في الهرم.
وكشفت التحريات عن أن المتهم كان يعمل في إحدى الدول الخليجية، وعاد منها منذ قرابة عام وكان يواظب على الصلاة في مسجد الرحمة.
انتقلت الوطن إلى مكان الواقعة، وتبين أن النيابة العامة أصدرت قرارا بإغلاق الزاوية "مسرح الجريمة"، لحين اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الواقعة.. ورصدت تفاصيل الواقعة من خلال شهود العيان، حيث أكد "محمد علي" 22 سنة سائق أن المتهم "أحمد .م" 42 سنة، أستاذ جامعي، قال للشيخ "محمد . خ" 27 سنة، أقرأ آية الكرسي أثناء خطبة الجمعة، وحدثت مشادة بينه وبين المصلين، وخرج من المسجد علي إثر تلك المشادة".
وأضاف الشاهد، قائلا: "إحنا في السجدة الأولى من الركعة الثانية عدى من بين الصفوف لحد ما وصل للإمام وضربه بالسكين".
وتابع: "ساعتها شوفنا المتهم ماسك سكين عمال يضرب في الشيخ، الناس اتلمت ومسكته وقيدناه لحد ما الشرطة جات استلمته من الجامع".
وعلي بعد أمتار كان يسكن الضحية إمام المسجد "محمد"، 35 سنة، تجد جيرانه وأقاربه يتحدثون عن سيرته الطيبة، يقول "خالد محمد " 24 سنة، من سكان المنطقة وأحد جيرانه، إن المجني عليه ليس له عداوات أو خصومة مع أحد، وإنهم فوجئوا بالواقعة.
وأضاف الشاب العشريني، قائلا: أحمد الله يرحمه كان كل يوم جمعة هو إمام المسجد، كان بيخطب في المسجد، وهو رجل طيب وجدع متجوز من فترة وعنده طفلين.. ربنا ينتقم من اللي عمل فيه كده وخلي عياله أيتام.