أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تكبد خسائر فادحة أمس الإثنين، حيث ارتفع عدد القتلى من 21 مجند إسرائيلي إلى 24 مجند بعد هجوم آخر وقتل فيه 3 آخرين، وهو أكبر عدد من القتلى الإسرائيليين في يوم واحد منذ اشتعال الحرب الإسرائيلية في غزة.
اليوم الأكثر دموية في الحرب الإسرائيلية على غزة.. ماذا حدث؟
وتابعت أن اليوم الأكثر دموية في الحرب الإسرائيلية على غزة يأتي مع تكثيف القتال في مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، ومن المرجح أن تؤدي الوفيات الإسرائيلية إلى زيادة الضغط الداخلي على بنيامين نتنياهو بشأن قيادته وتعامله مع المجهود الحربي.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن 21 جنديا قتلوا في مخيم المغازي للاجئين بوسط غزة عندما انهار مبنيان كانا قد قاما بتلغيمهما لهدمهما بعد أن أطلق مسلحون قنابل يدوية على دبابة قريبة، وذكرت تقارير في وسائل الإعلام المحلية أن المتفجرات التي وضعها الجنود انفجرت قبل الأوان.
وفي وقت سابق قال الجيش إن ثلاثة جنود قتلوا في هجوم منفصل بجنوب غزة، وقتل ما مجموعه 221 جنديا في الهجوم الذي قال بعض المحللين في إسرائيل إنه قد يستمر لعدة أشهر، حتى العام المقبل.
وتطوق القوات الإسرائيلية خان يونس، حيث يعتقد أن قادة حماس يحتمون في الأنفاق. وقد جعلتهم التطورات الإسرائيلية الأخيرة يقتربون من المناطق التي تؤوي مليونًا أو أكثر من الفلسطينيين الذين أجبروا على الخروج من أجزاء أخرى من الأراضي بسبب القتال أو تدمير منازلهم وجميع البنية التحتية الأساسية.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن الحصار الإسرائيلي واقتحام المستشفيات في خان يونس خلال الـ 48 ساعة الماضية ترك الجرحى والقتلى بعيدًا عن متناول رجال الإنقاذ، حتى مع تصاعد القتال في المدينة المزدحمة، وتم دفن الموتى داخل أراضي مستشفى ناصر الرئيسي في خان يونس لأنه لم يكن من الآمن الخروج للوصول إلى المقبرة.
ودخلت القوات الإسرائيلية مستشفى آخر في خان يونس، مستشفى الخير، حيث اعتقلت العاملين فيه، وقال مسؤولون فلسطينيون إن مستشفى الأمل، حيث يتمركز رجال الإنقاذ التابعون للهلال الأحمر، معزول ولا يمكن الوصول إليه.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن مقاتلي حماس يعملون في المنشآت الطبية وحولها، مما يجعلها أهدافًا مشروعة، وينفي العاملون في المستشفى وحماس ذلك.
وأكدت الصحيفة أن سقوط هذا العدد الكبير من المجندين الإسرائيليين، وتفاصيل الحادث الصادمة، من المرجح أن تزيد من الاستياء الإسرائيلي المحلي من استراتيجية الحرب التي ينتهجها نتنياهو، والتي تهدف إلى "سحق" حماس ولكنها لم تتضمن مناقشة مفصلة حول ما سيحدث بعد ذلك في غزة.
وتعهد نتنياهو مرارا بعدم السماح للفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، ما أثار غضب واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، التي تعتبر عملية السلام التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية حجر الأساس لسياستها في الشرق الأوسط منذ عقود.