سلم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الأحد 19 آذار ـ مارس 2017، نجله البكر تيمور زعامة العائلة السياسية، في احتفال أقيم في الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط وحضره الآلاف من مناصريه في مسقط رأسه في المختارة جنوب شرق بيروت.
وخاطب جنبلاط نجله بعدما وضع كوفية الزعامة على كتفيه بالقول "يا تيمور سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة".
ومنذ نحو عامين، كرر جنبلاط الإشارة إلى نيته ترشيح تيمور للانتخابات النيابية المقبلة وكذلك تسليمه رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه.
وبدأ تيمور (35 عاما) في السنتين الأخيرتين باستقبال الوفود الشعبية التي تزور دار المختارة، قصر العائلة التاريخي، أسبوعيا والاستماع إلى مطالبها، كما شارك في العديد من اللقاءات والنشاطات السياسية الحزبية والعامة في لبنان.
وتيمور هو نجل جنبلاط من زوجته الأولى جيرفيت، متخرج من الجامعة الأميركية في بيروت في اختصاص العلوم السياسية. كما تابع دراسات عليا في باريس. متزوج من سيدة شيعية من آل زعيتر تعرف إليها على مقاعد الدراسة الجامعية ولديهما طفلان. وهو الابن الأكبر لجنبلاط إلى جانب أصلان وداليا.
ويقول أحد عارفيه إنه شاب "متواضع وذكي ويحترم الناس.. ويصغي أكثر بكثير مما يتكلم".
وتعد الوراثة السياسية أمراً شائعاً في لبنان حيث تنتقل المناصب بين العائلات التي تتوارث العمل السياسي والحزبي.
وقال تيمور في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية في الرابع من الشهر الحالي "لسنا الحزب الوحيد الذي يسلم فيه الأب ابنه، فغالبية الأحزاب الموجودة على الساحة تفعل ذلك ولنعترف بأن ديمقراطيتنا ليست مثالية". وأضاف "أما الذي ينتقدون عملية التوريث فنقول لهم، ماشي الحال، فليسمحوا لنا لأن لا أحد بيته من حجارة .. كلنا بيتنا من زجاج".
قبل تيمور جنبلاط، انتخب النائب سامي الجميل في حزيران ـ يونيو 2015، رئيسا لحزب الكتائب اللبنانية خلفا لوالده رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل.
وفي 20 أيلول ـ سبتمبر 2015، فاز الوزير جبران باسيل برئاسة "التيار الوطني الحر" بالتزكية خلفا لرئيس الجمهورية الحالي ميشال عون. وباسيل هو زوج ابنة عون.
وبعد اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط ـ فبراير 2005، دخل سعد الحريري إلى معترك السياسة خلفا لوالده وانتخب نائبا في العام ذاته قبل أن يترأس الحكومة اللبنانية في تشرين الثاني ـ نوفمبر 2009 ويرأس الحكومة الحالية منذ تشرين الثاني ـ نوفمبر 2016.
وكان النائب وليد جنبلاط تسلم زعامة عائلته السياسية إثر اغتيال والده كمال في العام 1977 بإطلاق الرصاص من مجهولين اعترضوا سيارته. ويتهم جنبلاط النظام السوري باغتيال والده.
وقال جنبلاط في كلمته الأحد بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري "منذ أربعين عاماً وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية ... فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط ورفيقيه حافظ وفوزي، ودم الأبرياء الذين سقطوا غدرا في ذلك النهار الأسود المشؤوم".