كشف ثلاثة مسئولين إسرائيليين، حاليين وسابقين، أن رون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية المقرب من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر هذا الأسبوع بأن إسرائيل تعمل بشكل مكثف لتسريع اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قبل تنصيب ترامب رسميًا وعودته للبيت الأبيض في يناير المقبل.
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن نتنياهو يسعى للتقرب بكل الطرق لترامب، من أجل مساعدته في تحقيق مخططاته في الشرق الأوسط، ووقف إطلاق النار في لبنان قد يعد إندازًا مبكرًا للسياسة الخارجية لترامب.
تحركات نتنياهو العاجلة لوقف الحرب في لبنان
كما يجري التخطيط لزيادة العمليات البرية الإسرائيلية في حال تعثرت المفاوضات، ويتضمن الاتفاق، وفقًا للمصادر الإسرائيلية، انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، ما يعيد تشكيل منطقة عازلة كانت تحت إشراف الأمم المتحدة بعد الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وكشف أحد المقربين من حزب الله أن الجماعة اللبنانية قد تكون مستعدة لسحب مقاتليها شمال الليطاني كجزء من اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار.
وأضاف المسئول الإسرائيلي أن الجيش اللبناني سيقوم بالسيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية تستمر 60 يومًا، تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.
مصالح سياسية
ويرى بعض المحللين أن نتنياهو قد يسعى لتحقيق هذا الاتفاق بشكل مؤقت مع بقاء بايدن في السلطة، فيما سيترك الاتفاق النهائي كإنجاز يُنسب لترامب.
ويقول فرانك لوينشتاين، الذي عمل سابقًا كمبعوث خاص في مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين خلال إدارة أوباما، إن "نتنياهو يضع ترامب في قمة أولوياته السياسية"، مضيفًا أن مصالحه السياسية المحلية قد تدفعه للإسراع في إعادة المدنيين الإسرائيليين إلى المناطق الشمالية.
وتشير تفاصيل الاتفاق المقترح إلى السماح للجيش الإسرائيلي بالقيام بعمليات عسكرية في حال حدوث أي خروقات، وهي نقطة غير مقبولة بالنسبة للجانب اللبناني. حيث قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري: "هل يعقل أن نقبل بحل يخدم مصالح إسرائيل على حساب مصالح وسيادة لبنان؟".
وأضافت الصحيفة أن هذا المقترح يأتي في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا داخلية بسبب تمديد وتوسيع العمليات العسكرية، حيث يتهمه منتقدوه بأنه يسعى لإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بعد الفشل الأمني الذي حدث في 7 أكتوبر.
ويرى اللواء المتقاعد إسرائيل زيف، رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقًا، أن "هذا الاتفاق كان بانتظار تقديمه لترامب، لكن الانتظار كان له ثمن باهظ، حيث تمكن حزب الله من إعادة ترتيب صفوفه وتصعيد عملياته في الجنوب، ما أسفر عن مقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين".