يوافق اليوم الـ5 من يونيو، الذكري الـ57 للنكسة، بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الشرسة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين بجانب المفقودين، ودمار واسع في شتي مدن غزة، بجانب استفزازات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال بمدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، وآخرها ما حدث من مسيرة الأعلام ومشاركة وزراء متطرفين وأعضاء بالكنيست في تحد صارخ للقوانين والأعراف الدولية.
وأسفرت النكسة عن استشهاد ما يقارب من الـ25000 عربي، وتدمير من 70-80% من العتاد الحربي للدول العربية.
كما نزح ما يقارب 300 ألف فلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية، معظمهم إلى الأردن، كما أجبر قرابة 100000 من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا.
فلسطينيون: أى مستقبل ينتظرنا
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية: تمر ذكرى النكسة وشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة يشهد حرب إبادة جماعية منذ 8 شهور لم يشهد العالم بالعصر الحديث مثلها إطلاقًا، حيث ما زال شعبنا الفلسطيني يدفع ثمنا باهظا من أجل تمسكه بأرضه وحقوقه ورفضه مخططات التهجير ومحو الهوية الفلسطينية.
وأضاف "أبولحية" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الفلسطينيين يأملون في ألا تذهب كل هذه التضحيات هباءً وأن يكون هذا الثمن الكبير الذي يدفع من أرواح عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في سبيل الحصول على الدولة الفلسطينية المستقلة والتمتع بكامل الحقوق السياسية والمدنية مثل باقي شعوب العالم.
صافى: شعبنا يقف على بعد أمتار من النصر والتحرير
وفي السياق ذاته، قال الدكتور ماهر صافي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني: تحل علينا ذكرى النكسة، الذكرى السنوية الـ57، التي انتهت بانتصار إسرائيل على الجيوش العربية، واحتلاله مساحات واسعة من الأراضي.
وتابع "صافي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "الذكرى الأليمة تحل اليوم في ظروف مختلفة، أصبحت فيها إسرائيل تتحسس رأسها وتخشى على وجودها، فبعد انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وبعد توالي اعترافات الدول الأوروبية مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج تغيرت المعادلات رغم كل عداد الشهداء المستمر وأعداد الجرحى والأثمان الكبيرة، والتدمير الهائل لقطاع غزة لم تعد جرائم العدو وانتهاكاته تمر دون محاسب".
وأضاف "صافي": من وجهة نظري طوفان الأقصى خطوة في طريق التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فلا نكسة بعد اليوم ولا نكبة، وشعبنا الفلسطيني يقف على بعد أمتار قليلة من النصر والتحرير بإذن الله، بالرغم مما حدث من خسائر بشرية واقتصادية، الآن الشعب الفلسطيني صامد ويأمل في تغير المعادلة في نيل الحرية والاستقلال.
وأكد "صافي" أنه مهما عظم الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني، فهو أرخص من ثمن الذل والهوان تحت بصاطير الاحتلال، متابعًا: "المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمسرى اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا".
أبوغزالة: نكسة يونيو تفوق بتداعياتها نكبة عام 1948
فيما قال محمود أبوغزالة، المؤرخ المقدسي: نكسة يونيو تفوق بتداعياتها نكبة عام 1948.
وتابع "أبوغزالة" في تصريحات خاصة لـ"الدستور": تحضرني ذكرى النكسة بألم وتساؤل في ستة أيام تمكنت إسرائيل من هزيمة ثلاث دول عربية، بينما بعد مرور ثمانية أشهر لم تتمكن من هزيم أو إلحاق الضررالكبير بحركة حماس، أما على الصعيد العام فإن الواقع المؤلم أن العديد من الدول العربية هرولت لللتطبيع المجاني مع إسرائيل.
وأضاف “أبوغزالة”: ما يجري الآن يحمل جملة من التساؤلات حول تخاذل العرب والمسلمين من دعم غزة، اليوم وفي ذكري النكسة تعابر إسرائيل أن اليوم هو ذكرى احتلال القدس وتوحيدها كعاصمة لإسرائيل، اليوم المستوطنون عاثوا في شوارع وأسواق البلدة القديمة فسادًا، واعتدوا على المحال التجارية للمقدسين عدا الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، مشددًا على أن القدس هي الهدف الثاني للاحتلال بعد غزة.