بعد مرور ما يزيد على شهرين من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ثم اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، اجتاحت التساؤلات منصات التواصل الاجتماعي من جديد، حول تأخر الرد الإيراني الذي أصبح مادة للسخرية على هذه المنصات، بسبب عدم التناسب بين التصريحات النارية لمسؤولين إيرانيين، وبين عدم تحريك صاروخ واحد تجاه إسرائيل بعد الهجوم الإيراني في أبريل الماضي، والذي لم يوقع أي خسائر في صفوف الاحتلال.
وربما تخشى طهران ردا أقوى، لا يأتي من تل أبيب هذه المرة، لكن من القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة، بشكل قد يحول الصراع الإقليمي الدائر إلى صراع دولي تدفع تبعاته كل دول المنطقة، وأولها إيران التي ستجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع القوات الأمريكية من البحر والجو.
ويرى بعض المراقبين أن الضغط الدبلوماسي الذي مارسه عدد من زعماء العالم خلال اتصالات هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان قد آتت ثمارها، فيما يتخوف البعض من أن تأخير الرد الإيراني على اغتيال هنية ومن بعده نصر الله مجرد تلاعب نفسي بحكومة دولة الاحتلال، وأن الرد سيكون مباغتا وفي وقت غير متوقع.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ360 على التوالي، فيما حولت دولة الاحتلال قسمها كبيرا من قواتها للهجوم على لبنان، وبدأت مدفعية جيش الاحتلال قصف مناطق بالجنوب اللبناني تمهيدا للاجتياح البري.
تدمير ثلثي غزة
وقالت منظمة الأمم المتحدة إن ثلثي المباني في قطاع غزة دُمرت أو تضررت منذ أكتوبر 2023، وقال مركز الأقمار الاصطناعية التابع للمنظمة "يونوسات" إن الصور عالية الدقة التي تم جمعها يومي 3 و6 سبتمبر الحالي أظهرت تدهورا واضحا.
ويظهر التحليل، أن ثلثي إجمالي المباني في قطاع غزة لحقت أضرار بها، تمثل هذه الـ66 في المئة من المباني المتضررة في قطاع غزة البالغة 163 ألفا و778 مبنى.
وقدر المركز أن الأضرار تشمل الآن 52564 مبنى دُمرت و18913 مبنى تضررت بشدة، و35591 مبنى تضررت هياكلها، و56710 مبنى لحقت بها أضرار متوسطة.