عانى أهالى قرية «الأمان» التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد النسيان على مدار سنوات طويلة مضت، نظراً لموقعها الجغرافى الجبلى، ما جعلها بعيدة عن الاهتمام، حيث كانت تفتقر القرية الجبلية إلى الخدمات والمرافق الأساسية، وإن وجدت كان وضعها غاية فى السوء بسبب الإهمال، حتى وصلت إليها مبادرة «حياة كريمة» واستهدفت تطوير مختلف الجوانب الحياتية الأساسية.
«الوطن» قامت بجولة داخل قرية «الأمان» للوقوف على أبرز أوجه تطوير «حياة كريمة» داخلها، سواء فى مدرسة التعليم الأساسى الوحيدة بالقرية، أو رفع كفاءة شبكة الكهرباء داخلها لتنتهى معها أزمة انقطاع الكهرباء، واستمعنا إلى أهالى القرية عن الوضع قبل وبعد مبادرة «حياة كريمة».
أمام أحد المحولات الجديدة ضمن اثنين دفعت بهما مبادرة «حياة كريمة»، وعلى بعد أمتار قليلة من أعمدة الإنارة الجديدة هى الأخرى داخل القرية، وقفت أنيسة السيد سليم، 32 عاماً، ربة منزل وإحدى أهالى قرية الأمان، تسكن فى القرية منذ 16 عاماً، وتوضح أنه على مدار السنوات السابقة كانت الكهرباء تنقطع لساعات طويلة، وكانت الأطفال تُلدغ من العقارب، وكنا نعانى كثيراً بسبب أزمة انقطاع الكهرباء، قائلة: «كنا بنقف فى الشارع لحد ما الكهربا ترجع عشان خايفين من العقارب».
«أنيسة»: «الكهرباء مابقتش تقطع..وكل أملنا دخول الصرف الصحى ورصف الطرق»
تتحدث «أنيسة» عن حال القرية بعد تطويرها، وكيف تحولت حياتهم إلى الأفضل، وتظهر على وجهها ملامح السعادة: «دلوقتى بعد مبادرة حياة كريمة، حياتنا اتغيرت 180 درجة، والكهربا مبقتش تقطع زى الأول»، وتشير السيدة الصعيدية بإصبعها إلى القرية مؤكدة أن مستوى الخدمات ارتفع، سواء على جانب التعليم أو الصحة أو الكهرباء: «كل أملنا دلوقتى هو الصرف الصحى وتطوير الطرق، لأن الطرق هنا كلها متكسرة».
وتختتم «أنيسة» حديثها قائلة إنه على الرغم من أن القرية بعيدة، ولم يكن أحد يهتم بها نهائياً على مدار السنوات الماضية، والمعاناة المستمرة من الإهمال، فإن مبادرة «حياة كريمة» وصلت إليهم وهو ما أسعد أهالى قرية «الأمان» كثيرًَا.
وعلى بعد أمتار قليلة منها، يقف سيد مبارز أحمد، 51 عاماً، أحد أهالى قرية الأمان ويعمل موظفاً حكومياً، موضحاً أنه «بعد مبادرة حياة كريمة تم تغيير مختلف أعمدة الإنارة الموجودة فى الشارع، وتركيبها بشكل حديث وبقواعد ثابتة تمنع سقوطها، كما كان يحدث فى السابق، وكل اللى اتحقق دلوقتى ده كان مجرد أحلام نفسنا إنها تتحقق سواء مدرسة أو مستشفى أو الكهرباء».
بعدما كانت تُعانى مدرسة الأمان للتعليم الأساسى لسنوات عديدة من الإهمال وتدهور حالها، وفقاً لرواية أهالى القرية، تظهر حالياً المدرسة بعدما طالها التطوير الشامل ضمن مشروعات «حياة كريمة» داخل محافظة الوادى الجديد وتحديداً داخل مركز الداخلة، فى شكل جديد، بجانب تطوير كامل لكافة دورات المياه داخل المدرسة.
«حسين»: مدرسة التعليم الأساسى تطورت بشكل كبير
ويحكى عادل حسين، مدير مدرسة الأمان للتعليم الأساسى، التى تضم كلاً من المرحلتين الابتدائية والإعدادية بالإضافة إلى مرحلة رياض الأطفال، قائلاً إن التطوير طال صيانة شاملة لدورات المياه، سواء خطوط صرف وخطوط مياه الشرب أو أحواض، مع طلاء جميع حوائط المدرسة، وتغيير وتجديد كافة الأبواب والشبابيك وبلاط الأرضيات، فضلاً عن تطوير المعمل ليشمل طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
ويضيف «عادل» أن «مجهودات مبادرة حياة كريمة ملموسة بشكل كبير على مستوى قرية الأمان سواء فى الشوارع من خلال تجديد أعمدة الإنارة المتهالكة وتجديد شبكة الكهرباء، ونتمنى خلال الفترة المقبلة حل أزمة الصرف الصحى داخل القرية مع رصف الطرق».
ومن جانبها، قالت محاسن محمد أحمد، رئيس الوحدة المحلية لقرية الأمان، وهى تجلس داخل مكتبها، إن مبادرة حياة كريمة قامت بالتطوير داخل قرية الأمان فى أكثر من مجال، ومن أبرز أوجه التطوير كان تطوير مدرسة الأمان للتعليم الأساسى، إلى جانب بناء وحدة طب أسرة، بالإضافة إلى إحلال وتجديد شبكة الكهرباء وتركيب أعمدة إنارة ومحولات جديدة، وجميع المشروعات الثلاثة تم الانتهاء منها.
وأضافت «محاسن» أنه قبل الوحدة الصحية كان الأهالى يعانون بسبب بُعد القرية عن الوحدة الصحية داخل قرية غرب الموهوب التى تقع على مسافة أكثر من 2 كيلومتر، ولأن القرية تقع فى منطقة جبلية، هناك الكثير من الحشرات أمثال العقارب التى تلدغ الأهالى والأطفال، قائلة: «بتبقى فيه معاناة فى الوصول إلى أقرب وحدة صحية، وعشان كده الوحدة الصحية الجديدة هتخدم كل أهالى القرية على مدار 24 ساعة، وده هيفرق مع الأهالى كتير وهيتم توفير خدمة صحية متميزة لهم».
وأكدت «محاسن» أن هناك مناطق كثيرة كانت تعانى من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ومع بناء وزيادة عدد المحولات انتهت هذه الأزمة، مضيفة أن القرية فى احتياج لإقامة مكتب بريد وإدخال مشروع الصرف الصحى لما يمثله من معاناة كبيرة حالياً لكافة الأهالى.