أوصى المجمع المقدس في اجتماعه الأخير بالاهتمام بتأسيس اجتماعات للرجال بالكنائس، ويرى الكثيرين أنها خطوة غاية في الأهمية للإسهام في تضييق الفجوة بين الرجل والمرأة لأن الخطاب لا يجب أن يكون فقط للسيدات من خلال اجتماعات السيدات، أو تقديم نصائح عامة من خلال اجتماعات المتزوجين، بل بشكل متخصص من خلال اجتماع نوعي ممنهج يقدم في كل كنائس الكرازة المرقسية تحت قيادة لجنة الرجال المنبثقة عن اللجنة العامة لخدمة الأسرة بالمجمع المقدس….حول هذه الاجتماعات وهدفها والملفات التي ستهتم بها ومنهجها وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع كان لوطني هذه اللقاءات:-

مقرر لجنة الأسرة يتحدث عن الكواليس

تحدثت وطني لنيافة الأنبا مكسيموس مطران بنها وقويسنا، ومقرر اللجنة العامة لخدمة الأسرة بالمجمع المقدس، وأوضح في البداية أن اللجنة العامة لخدمة الأسرة هي إحدى لجان المجمع المقدس، واهتمامها الأول بالأسرة، لأن الأسرة هي نواة المجتمع كله، کما أن کنيسة البيت، هى نواة الكنيسة العامة كلها

وأضاف نيافته قائلا: حينما يهتم المجمع المقدس بالأسرة، فهو يهتم بسلامة المجتمع كله وسلامة الكنيسة كلها وبما أن الأسرة تتكون من الزوج، و الزوجة، والأبناء، فلجنة الأسرة تهتم بكل مكون على حدى ..فهي تهتم بالزوجية لذا هناك لجنة فرعية تهتم بخدمة المرأة، ويشرف على خدمتها القمص إبرام أميل، وكيل البطريركية بالأسكندرية، وكذلك تهتم بالأطفال لذا هناك لجنة فرعية تهتم بخدمة الطفولة، ويشرف عليها نيافة الأنبا نوفير، أسقف، شبين القناطر وتوابعها.

وتابع نيافته: كان لابد من الأهتمام بالزوج، لأنه كاهن الأسرة وهو عمود خلاصها، لذلك تم تأسيس لجنة فرعية تهتم بخدمة الرجال، ويشرف عليها نيافة الأنبا بسنتى، أسقف أبنوب الحمام والفتح، والهدف أن يكون في كل كنيسة اجتماع متخصص لخدمة الرجال، كما أن كل كنيسة بها اجتماع للسيدات، وكل كنيسة بها اجتماع للأطفال ( التربية الكنيسة ).

وأوضح مقرر لجنة الأسرة أن هدف اجتماع الرجال هو أن تساعد كل كنيسة الرجل أن يعرف دوره ويقوم به، ويعرف احتياجات زوجته وأولاده ويجتهد لتسديدها، وکیف يقدم الحب الأغابي لأسرته، وكيف يقود بيته قيادة مسئولة، كيف يدير بيته حسناً، وكيف يربى أولاده في مخافة الله حتى يقف أمام الله في الأبدية ويقول “أنا وبيتي نعبد الرب” . فيسمع الصوت الحلو المملؤ فرحاً نعما أيها العبد الصالح والأمين، كنت أميناً في القليل، اقيمك على الكثير “أدخل إلى فرح سيدك” .

وأشاد الأنبا مكسيموس بنيافة الأنبا بسنتي ووصفه بأنه أب رائع ومتحمس وعنده أفكار رائعة ولديه طموح فيما يخص لجنة الرجال، وكشف نيافته أن مقرر لجنة الرجال سوف يعقد مؤتمر لوجه قبلي، وأخر لوجه بحري – يجتمع خلاله بالآباء الكهنة بالإيبارشيات لوضع خطة العمل، وسوف يقوم الأنبا بسنتي بالتواصل على الآباء الأساقفة بالايبارشيات من أجل تأسيس هذه الاجتماعات وتفعيلها بالتنسيق مع الآباء أساقفة الإيبارشيات.

الأباء الكهنة يعرفون نقاط الضعف والقوة

وعلى الجانب الآخر يرى القمص مكاريوس موريس، كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي، ومدير معهد المشورة بالمعادي، أن حرص المجمع المقدس على تأسيس اجتماعات للرجال بالكنائس شيء طيب، ولكنه لا يعتقد أن هذا الأمر سيؤدي إلى تضييق الفجوة التي قد توجد بين الزوج والزوجة وتحل جميع الأزمات

مشيرا أن اجتماع الرجال بكنيسة مارمرقس بالمعادي يجد معاناة كبيرة في إقناع الرجال للحضور.

موضحا أن التعامل مع نفسية الرجل الشرقي ليست بالأمر اليسير لأنه تربى على ثقافة معينة، يرى خلالها أن الاجتماعات بالكنيسة قد تضيع وقته وأن التعليم في هذه النواحي خاص فقط بالمرأة، وضرب مثلا يدل على صعوبة استقطاب الرجال لمثل هذه الاجتماعات بإنصراف كثير من الرجال عن الدورات التدريبية التي يقدمها معهد المشورة بالمعادي ، مثل كورس “كلام رجالة” والذي يقدم وجبة نافعة ودسمه لكل رجل، مشيرا أن المدرج الذي يستوعب في المعهد حوالي 250 فرداً لا يحضر فيه سوى 70 رجل تقريباً، بحد أقصى.

وعن أهم الخدمات الموجودة والتي تأتي بفعالية كبيرة جدا قال القمص مكاريوس إنهم يقومون بمعسكر لمدة ثلاثة أيام يسمى “العالم يحتاج إلى أب”، وهو متاح للآباء والأبناء ، ويحضر فيه الأب معه ابنه أو ابنته ويقدم برنامج به جزء يخص الآباء وآخر الأبناء، يحتوي على جانب تعليمي، وآخر ترفيهي للصغار

كما يتعلم الآباء ما هي الأبوة، وماذا يحتاج الأبناء، وفي اليوم الأخير يجتمع الآباء مع الأبناء ليكتب كل أب لأبنه أو ابنته رسالة، وكذلك يكتب الابن رسالة لأبيه، لنجد بعد كتابة هذه الرسائل الأبناء يقولون بتعبيرات مختلفة أنهم لأول مره يعرفون آباءهم على حقيقتهم، لأن الآباء دائماً مشغولين وليس لديهم وقت بسبب ضغوط العمل، وحتى في أوقات الفراغ يجالسون أصحابهم على المقاهي.

كما قدم جناب القمص العديد من التنويهات لإنجاح اجتماعات الرجال ومنها المواد المقدمة مشيرا إنها يجب أن تدور حول أهمية العمل في حياة الرجل، وأنه يساعده على إثبات نفسه، ويحفظ كرامته في المجتمع، وأيضا تقديم محاضرات عن كيفية حفاظ الرجل على أسرته على جميع الأصعدة، والتأكيد على معرفة الرجل لدوره الأبوي والزوجي، وتدبير علاقته بالآخرين، وكيفية التحكم في عصبيته وإدارة غضبه.

كما بادر القمص مكاريوس باستعداد معهد المشورة بالمعادي لتقديم أي خدمات أو مواد للجنة الرجال بالمجمع المقدس، لأنه يرى أن خدمة الرجل في الكنيسة شئ جيد جداً، لأنها منطقة خدمية تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل .

“المشورة الأسرية” تضع الخطوط العريضة

من جانبه قدم الدكتور بيتر نعيم، خادم المشورة الأسرية، وحاصل على الدكتوراه في الإرشاد الأسري من جامعة كمبريدج، الشكر للمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، لاهتمامه بالخدمة ولشعوره ومتابعته لمشاكل المجتمع والضغوط الواقعة على الأسرة المصرية، عامة، والمسيحية خاصة، مشيرا لتقديره لاهتمام المجمع المقدس بالرجل على وجه التحديد خلال توصياته الأخيره، وأكد الدكتور بيتر على أهمية إقامة اجتماعات بالكنائس للرجال، ونفع ذلك ليس فقط للرجل بل للأسرة كلها ، وأيضا لخدام المشورة، بل وللكنيسة ككل .

وأوضح “أستاذ علم المشورة الأسرية”، أهمية اجتماعات الرجال بالكنائس في تضييق الفجوة بين الزوج والزوجة، خصوصاً أن اقبال السيدات على اجتماعات المتزوجين يكون أضعاف الرجال