
أكد تقرير بريطاني، السبت، أن أيتام قطاع غزة يواجهون أوضاعًا مأساوية بعد إعلان وقف إطلاق النار في القطاع وفق اتفاق شرم الشيخ بين إسرائيل وحركة حماس وبدء عودة النازحين وإدخال المساعدات للقطاع.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه في غضون أشهر قليلة، كانت الحرب في غزة خلصت مصطلح جديد للأيتام الذين فقدوا أي عائل لهم وتم اختصاره بكلمة "WCNSF"، أي "طفل جريح، لا عائلة موجودة".
وعلى مدار عامين من القصف والمجاعة، تفاقمت المشكلة، وتم تشتيت الأطفال الأحياء وتفرقهم عن أسرهم فضلا عن ىخرين قتلت عائلاتهم بالكامل.
لحرب تخلف آلاف الأيتام في غزة
واستشهدت وكالة الأمم المتحدة لحماية الطفل "اليونيسف"، بإحصاءات وزارة الصحة في غزة منذ أوائل سبتمبر، حيث سجلت 2596 طفلًا فقدوا كلا والديهم، و53724 آخرين فقدوا إما والدهم (47804) أو أمهاتهم (5920).
وبحسب الصحيفة لا توجد بيانات عن عدد الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأُصيبوا، ولكن حتى مع الاتفاق على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الطويلة يوم الخميس وفق اتفاق شرم الشيخ، لا تزال غزة تشهد أعلى معدل لبتر أطراف الأطفال في أي صراع حديث.
وخلّف الهجوم الإسرائيلي على غزة آلاف الأطفال وحيدين وغالبًا ما يكونون مصابين بجروح خطيرة وهناك الكثير من هؤلاء الأطفال لدرجة أن جراحي الصدمات المرهقين يكتفون بكتابة اسم "WCNSF" في ملفاتهم.
وقال كيران كينغ، رئيس الشؤون الإنسانية في منظمة "طفل الحرب"، وهي منظمة خيرية مقرها المملكة المتحدة وإحدى المنظمات التي تسعى لحماية ورعاية الأيتام الجرحى في غزة إنه أول صراع يتطلب مثل هذا المصطلح وقد وُلدت هذه الفكرة من فرق الطوارئ الطبية، وهم أشخاص عملوا في جميع النزاعات منذ الأزل، وصاغوا هذا المصطلح WCNSF لأنهم لم يضطروا قط للتعامل مع تحدي حماية الطفل بهذا الحجم.
وقال جاكوب غرانجر، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود والمتواجد في دير البلح، جنوب غزة، إن الأطفال الجرحى يُنقلون إلى مستشفيات أطباء بلا حدود الميدانية دون وجود أفراد من عائلاتهم طوال الوقت.
أيتام غزة ينتظرون مصير مجهول
واوضحت أنه لا يوجد أي بنية اجتماعية أو مؤسسة اجتماعية قادرة على دعم الأطفال في غزة فهناك آلية مجتمعية، وأشخاص يعتنون بالأطفال الذين فقدوا والديهم، أو وكالات أخرى يمكنها البحث عن العائلة، أو مؤسسة تُؤوي الأيتام، لكن هذا لا يُمثل سوى قطرة في بحر في ظل العدد الكبير لهذا النوع من الأطفال.
فيما أفادت "اليونيسف" بأنها قدمت رعاية طارئة قصيرة الأجل للأطفال المعرضين للخطر لتوفير الأمان الفوري لهم بعد وقوع حادث، بينما يتتبع الأخصائيون الاجتماعيون أفراد الأسرة الذين يمكنهم توفير رعاية طويلة الأجل للطفل.
كذلك منظمة "طفل الحرب" واحدة من عدد قليل من المنظمات الإنسانية التي تتلقى مكالمات من عيادات الطوارئ بشأن حالات WCNSF، ويقوم العاملون الاجتماعيون فيها بتمشيط مخيمات النازحين بحثًا عن أطفال غير مصحوبين بذويهم، ثم يحاولون مطابقتهم مع أشخاص في المخيمات مستعدين لرعايتهم.
فضلاً عن ذلك يوجد ما يعرف باسم حلول الرعاية البديلة، فهناك قاعدة بيانات للأسر الراغبة في استقبال أطفال آخرين، والذين يمكن بعد ذلك تقييمهم ودعمهم ومراقبتهم ومع هذا العثور على مثل هذه العائلات أمرٌ في غاية الصعوبة في ظل شحّ الطعام فالأطفال المصابون بجروح بالغة، والذين غالبًا ما تكون أطرافهم مبتورة، لا يملكون فرصةً تُذكر للتوجه جنوبًا وفقًا لأوامر الإخلاء الإسرائيلية الصادرة لسكان مدينة غزة البالغ عددهم مليون نسمة تقريبًا.
ووفق التقرير قد يكلف العثور على سيارة لنقل طفل جريح مئات الدولارات، وهو ما يفوق بكثير إمكانيات معظم عائلات غزة، وسبق ان اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، كل من بقي في مدينة غزة "إرهابيًا أو داعمًا للإرهاب"، مما يعني أنهم أهداف عسكرية مشروعة.