يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرر أن يظهر العناد لدول الخليج المقاطعة لقطر، من خلال قراراته بخصوص القاعدة التركية في قطر.
واعتبر أردوغان أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها ليس لهم الحق في المطالبة بسحب القوات التركية من قطر كخطوة نحو إنهاء النزاع مع الدولة الخليجية.
وبعد يومين من إعلان دول الخليج وعلى رأسها السعودية قائمة بالمطالب من أجل المصالحة مع قطر، واصل أردوغان دعمه الكامل لقطر، ووصف المطالب الـ13 بأنها ضد القانون الدولي.
وتطاول الرئيس التركي على الدول المقاطعة، قائلا إن المطالبة بسحب القوات التركية من قطر سلوك غير محترم تجاهنا، مضيفًا: نحن لسنا بحاجة إلى إذن من أي شخص لإقامة قواعد عسكرية بين الشركاء، ونحن نؤيد ونقدر موقف قطر نحو المطالب.
ويتلقى النظام التركي اتهامات دولية بدعم جماعة الإخوان، وهو الأمر ذاته بالنسبة للدوحة.
وواصل أردوغان هجومه على دول الخليج قائلا: نهج قبيح جدًا في محاولة للتدخل في اتفاقنا مع قطر.
وأبرزت صحيفة جارديان البريطانية، أمس الأحد، تلك التصريحات موضحة أن رفض قطر لتلك المطالب يرجع إلى تأييد أردوغان لها ومساندته، وهذا يرسخ موقف الدوحة الواضح الآن من رفض المطالب.
وذكرت الصحيفة أن السعودية لم توضح ما تعتزم القيام به إذا رفضت الدولة الصغيرة مواءمة سياستها الخارجية مع سياسة جارتها القوية وحلفائها.
وأوضحت أن الموقف السعودى أصبح أكثر وضوحا، حيث اتهم كبار الوزراء فى جميع أنحاء المنطقة الأسرة الحاكمة القطرية بدعم الإرهاب لعقود.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، أمس الأول الأحد، أن قرار إنشاء القاعدة العسكرية التركية فى قطر لا يخص الدول الأخرى، ويجب عليها احترامه فقط.
وأضاف أوغلو، فى تصريحات أبرزتها وكالة أنباء الأناضول التركية على موقعها الرسمى، أن تركيا وقطر وقعتا على اتفاقية مشتركة بخصوص تأسيس تلك القاعدة، وهى اتفاقية وقعت عليها دولتان تتمتعان بالسيادة، ولا تخص الدول الأخرى بل عليها احترامها فقط.
وأوضح أن تركيا رفضت منذ بداية الأزمة مع الخليج فرض الحصار على قطر وشعبها، واعتبرت ذلك خطأ، دون انحياز لطرف على آخر فى النطق بالصواب.
وأكد أن نشر القوات التركية فى قطر ساهم فى تحقيق الأمن الإقليمي، ولم يوجه إلى بلد محدد.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية حسين مفتوغلو، إن وجود القاعدة التركية مثل وجود قواعد عسكرية أجنبية أخرى فى دول أخرى بالمنطقة.
ونقلت جارديان تصريحات لوزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش، عن اشتراك تركيا فيما تفعله قطر فى تلك الأيام.
وقال قرقاش، إن العلاقة بين تركيا وقطر عميقة، وتمتد لأكثر من قرن، ولديها مصالح كبيرة فى المنطقة، ونأمل أن تكون أولوية تركيا مصالحها وليس أيديولوجيتها.
وأوضح وزير الخارجية الإماراتى أن وصول ألف أو ألفين جندى تركى إلى قطر، يظهر عدم ثقة الحكومة القطرية فى استقرارها الحالى وموقفها ضد دول الخليج المقاطعة.
واستنكر الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحرينى، استعانة قطر بجيوش أجنبية فى أزمتها الأخيرة مع الخليج.
وأضاف الوزير البحرينى أن بعض القوى الإقليمية تخطئ أن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، فمن مصلحة تلك القوى أن تحترم النظام الإقليمى القائم والكفيل بحل أى مسألة طارئة.
وهاجم بن أحمد سياسات قطر قائلا، إن الانفراد بالتحالف مع دول من خارج النظام الإقليمى وأحزاب إرهابية كالإخوان وغيرها يضرب فى أساسات الالتزام بمجلس التعاون.
وأنهى حديثه قائلا: هناك تضارب فى سياسة قطر، فإما الالتزام بالنظام الإقليمى ومعاهداته الدفاعية المشتركة والثنائية مع الحليف الدولى الكبير أو التدخل الإقليمي.