محمد أمين يكتب .. «شاروبيم» فى المسجد!
17.11.2018 23:33
Articles مقالات
المصري اليوم
محمد أمين يكتب .. «شاروبيم» فى المسجد!
حجم الخط
المصري اليوم

بقلم محمد أمين

امسكوا فى هذه اللقطة وكبّروها.. لا تتركوها تمر دون أن تستثمروها.. فقد جاءت عفوية بلا ترتيب وطبيعية بلا تخطيط.. وجد المحافظ نفسه فى موكب الوزير المتجه لافتتاح المسجد.. استأذن: ممكن أدخل.. قال الوزير اتفضل يا فندم طبعاً.. لا رتب لها الوزير ولا المحافظ.. لا ابتغى الأول شو ولا الثانى.. ودخل المحافظ المسجد يستمع للخطبة ويغادر فقط فى الصلاة!

 

فمن المؤكد أن المحافظ أحدث صدمة لمراسلى الصحف.. بعضهم لم يكتب شيئاً.. ولم يرسل صوراً.. الصحف ذاتها لم تنشر صورة المحافظ فى الصف الأول يوم الجمعة بجوار الوزير وقيادات المحافظة.. بعضهم اهتم بيوم التسامح والعيش المشترك والوحدة الوطنية.. مع أن هذه الصورة كان فيها كل شىء دون أى كلام.. كانت الصورة تقول ما هو أكثر بالطبع!

 

فقد تصرف الدكتور كمال بالشكل الذى ينبغى أن يتصرف به كمحافظ.. حضر كمسؤول بغض النظر عن أى اعتبارات أخرى.. وقد تمنيتُ أن تهتم بها وكالات الأنباء.. الصحف المصرية نفسها لم تهتم.. لم تستوعب الرسالة.. سألوه بعد أن تنبهوا.. ضاعت الصورة.. لا يمكن أن يعيدها من جديد.. جلس فى الصف الأول، وانصرف أثناء الصلاة لإفساح المجال!

 

فأى تسامح هذا الذى نمارسه بالفطرة؟.. أليس هذا هو التسامح فى يوم التسامح العالمى؟.. وأى عيش مشترك وأى وحدة وطنية نمارسها دون تكلف؟.. هل هناك نموذج أفضل من ذلك؟.. المسلمون لم يأخذوا بالهم.. المسيحيون لم يأخذوا بالهم.. أمر لم يلفت انتباه الصحفيين.. حضر افتتاح المسجد، كما يحضر افتتاح الكنائس.. فهل هناك أروع من ذلك مثلاً؟!

 

وقال المحافظ إنه لا شىء غريب، فالرئيس يحضر احتفالات الكنيسة، ويترك الجميع وقت الصلاة.. وهو يحضر افتتاح المسجد ويمضى وقت الصلاة.. الدين لله والوطن للجميع.. هذه هى مصر التى ترسل رسائلها فى يوم التسامح دون أى شعور بالترتيب أو التخطيط أو التمثيل.. نعيش فى أمن وأمان حقيقى.. فى وطن واحد.. هكذا كانت مصر وستبقى دائماً!

 

فلا ينبغى أن يعتمد الصحفيون على البيانات الجاهزة.. حضور المناسبات له قيمة كبيرة.. الذين لم يحضروا كتبوا كلام الوزير فقط.. ولكنهم لو حضروا لكتبوا عن حضور المحافظ أولاً.. ولو رتب له المحافظ ما كان المشهد بهذه الروعة.. هناك سقطة مهنية.. أتحدث عن مندوبى الوزارات فى الصحف، وليس مندوبى الصحف فى الوزارات.. هذا هو المعيار أولاً!

 

الرسالة التى أرسل بها المحافظ كاشفة لحالة جينية مصرية.. وأجمل شىء أنها جاءت طبيعية رقراقة فى يوم التسامح.. وهى كفيلة بتصحيح مفاهيم كثيرة خاطئة.. دخل شاروبيم التاريخ، لكنه لم يدخل المسجد مجاملة للوزير، ولكن ليقول هنا محافظ مصرى، لا يفرق بين كنيسة وجامع!

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.