تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم من سنة 270 ميلادية بتذكار نياحة القديس غريغوريوس العجائبي ، أسقف قيصرية الجديدة ببلاد الروم وهي المدينة التي ولد بها من أبوين غنيين وثنيين .
وقد تعلم منذ صغره الحكمة والفلسفة حتى فاق كثيرين من أترابه ، ثم رحل إلى بيروت فدرس العلوم اليونانية واللاتينية ، ومن هناك مضي إلى قيصرية فلسطين حيث كان العلامة أوريجانوس ، فدرس عليه الفلسفة المسيحية ، ثم تعلم اللاهوت وتفسير الكتب المقدسة ، وقصد مدينة الإسكندرية سنة 235 ميلادية حيث اكمل دراسة ما كان ينقصه من العلوم ، وعاد إلى بلدته سنة 237 ميلادية ، وفي سنة 239 اصطبغ بالمعمودية المقدسة واصبح مسيحيا ، وإذ تيقن زوال هذا العالم ودوام مملكة السماء ، وجه كل اهتمامه إلى العمل علي خلاص نفسه ، ولما علم إن أسقف بلدته يجد في طلبه لمساعدته في أعمال الأسقفية ، هرب إلى البرية وتفرغ للصلوات والعبادات الكثيرة لانصرافه عن العالم وأمجاده الباطلة ، ولما تنيح هذا الأسقف طلبوه لتعيينه خلفا له فلم يعرفوا له مكانا ، وحدث بينما كان الشعب مجتمعا مع القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس ، إذ سمعوا صوتا يقول اطلبوا غريغوريوس السائح وأقيموه عليكم أسقفا ، فأرسلوا من يبحث عنه في البراري والجبال ، وإذ لم يعثروا عليه قر رأيهم إن يأخذوا إنجيلا ويصلوا عليه صلاة التكريس ، كأنه حاضر ، ويدعونه غريغوريوس ، لان اسمه السابق كان ثاؤدورس ، ففعلوا هكذا وقام بهذه الصلاة القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس ، فظهر ملاك الرب لهذا القديس في القفار قائلا له : قم اذهب إلى بلدك فقد كرسوك أسقفا عليها ، ولا تستعف من ذلك لأنه من الله ، فلم يتردد في الأمر وقام لوقته ونزل من الجبل وأتي إلى بلدته ، فخرج الشعب للقائه بكرامة عظيمة وكملوا تكريسه سنة 244 ميلادية ، وقد اظهر الله علي يديه آيات وعجائب كثيرة حتى سمي بالعجائبي ، فمن ذلك انه كان لأخوين بحيرة يحصلان منها علي مقدار كبير من السمك ، وقد وقع بينهما خلاف ، إذ كان كل منهما يدعي ملكيتها له ، ولما لم يتفقا ذهبا إلى هذا الاب ليفصل لهما في الأمر ، فحكم إن يقسم محصولها مناصفة بينهما ، وإذ لم يقبلا حكمه ، طلب من الله فجف ماء البحيرة ، وصارت أرضا صالحة للزراعة ، وذاع صيت الآيات والعجائب التي كان يصنعها إلى جميع أقطار الأرض ، ولما اكمل سعيه تنيح بسلام .
EeifzSvnOjPw
OJkYigBVdt
MDdJgTbmEfNInHzy
SyCVogZYHBetO